التصنيف: أسلاف

  • يجب أن يتوقّف نشر خرافة قوميّة الأكاديّين

    يجب أن يتوقّف نشر خرافة قوميّة الأكاديّين

    من الخرافات التي دأب عليها مستشرقي الحِقْبَة الاستعمارية؛ اختراع أمّم وقوميّات بناء على أسماء عواصم دولهم… ولو تمكّن لهم اليوم لتحدّثوا مثلاً في القوميّة القاهرية بدل المصرية، والقومية البغدادية، والقومية السُّعُودية! المهم عندهم ألّا يقال: شعوب عربية.

    هذه الأكذوبة هي خرافة اللّغة الأكادية والحضارة الأكادية والأمّة الأكادية… والمكذوب على لسانه فيها هو عالم الأشّوريّات القدير إگناس گلِب Ignace Gelb. الذي برهن، ومن لحظة اكتشافه الأوّل للعاصمة أگَّدة (أقَّدة) أنّ اسم المدينة منسوب إلى اسم أسلاف العرب القدرو، وأنّ معنى اسم القدرو الأصلي هو البنّائين والمنظِّمين.

    بعد هذا الاكتشاف، كُذب على لسانه، واخترعت القوميّة الأگّديّة، دون أيّ اعتبار إلى أنّ أگَّد كان مجرّد اسم دولة منسوب إلى اسم عاصمتها، إحدى دول شعب المنطقة العربية.

    في النقوش العراقية استخدمت النصوص الأگّدية كلمة أگَّدة، وهي مشابهة للكلمة السومرية أقاد 𒀝 التي تعني “بناء” أو “تنظيم” أو “تشييد” أو “توجيه”.

    كذلك الكلمة الأگّدية أگّيدُ (أكيدو) 𒀕𒅖𒋾𒄿 ومعناها “باني”، وهي مرتبطة أيضاً بكلمة أگَّد ومطابقة للكلمة السومريّة أقّيدُ بنفس المعنى، باستبدال حرف ق بحرف گ.

    اسم أگَّدة مشتقّ في الأساس من اسم شعب القِدرو (گِدْرُ) 𒆕𒉈𒇓 (جِدرو)، وهم قبيلة سومريّة كانت تعيش في منطقة أگَّد، سجّلت مسماريّات أُرُگ (أوروك) تسميتهم بصيغة أُگِّد (أُقِّد) 𒀠𒆗𒀖.

    عدد من علماء الآثار شاركوا گلِب نظريّته ودافعوا عن الصلة بين قوم گِدرُ (قِدرو) والعرب. ومن هؤلاء العلماء متخصّص الأشّوريّات نيقولاس پوستگيٓت والآثارية جوان أوتس، الذين يرون أنّ قوم گِدرُ كانوا مجموعة إثنيّة مميّزة منحدرة عن السومريّين وسلف للعرب.

    عُرف عن قوم الگِدرُ مهارتهم في البناء والهندسة، ويُنسب إليهم بناء مدينة أگَّدة التي كانت عاصمة الإمبراطورية الأگّديّة. وهذا يشير إلى أنّهم كانوا شعباً متقدّماً تقنيّاً وذا ثقافة راقية. ويرى پوستگيٓت أنّ لغة قوم گِدرُ مرتبطة باللّغة العربية ولهجاتها. وعليه، فالتاريخ واضح في أنّ عرب اليوم هم نسل حضارات أگّد وسومر.

    للمزيد اقرأ تدوينتي {الأگّديّين: أسلافنا القِدرو} مع مراجعها على مدوّنة البخاري من هنا

  • قصّة قبيلة جيس العربية

    قصّة قبيلة جيس العربية

    واحدة من القصص التي تغيظ العربفوبيّين وبني اللاعربيّة هي قصّة قبيلة جيس العربية، لأنّ الجيس إحدى أنسال الفنيقيّين الباقية إلى اليوم، ولا يقدر أحد على إنكار عروبتها، ولا يسمح الجيس لتافه أن يقول فيهم أنّهم مستعربين… وأوّل ردود اللاعربيّين على هذه القصة تكون دوماً بنفي عروبة تاريخ الجيس.

    قبيلة جيس هم جَمجمة من جماجم العرب، أي من ساداتهم. ويُعتقد أنّ عرب الجيس هم رؤساء القيسيّين ما بعد الإسلام، إذ أنّ حلف الجيس هو أمراء أغلب دول القيسيّين. وعلى خلاف ما يُعتقد، أنّ نشاط قبائل الجيس كان في خلاء شبه الجزيرة العربية فقط، ما قبل الإسلام. فإنّ من أصول وأفرع الجيس ملوك مملكة حِمْصَ. أكبر وأهمّ الممالك الدينية في العهد الروماني.

    في القرن ١٠ ق.م. خسر عبدة مي (الشمس) معبدهم المقدّس في مدينة الرقّة التي فيها معبد داگون المقدّس، وانتقلت القداسة من بعدها إلى مدينة حِمْصَ في سوريَا. وانتقل إليها حجّ الفنيقيّون من كلّ أنحاء البحر المتوسط. وفي حِمْصَ، نشأت في القرن الثالث قبل الميلاد مملكة إميسان الغربية (مملكة إميسه) المقدّسة برئاسة الفيلسوف يمليكو 𐡉𐡌𐡋𐡊𐡅 (توفّى 245 ق.م) وانتشر مذهبه الفلسفي في كلّ أرجاء المملكة السلوقيّة وبين العديد من القبائل الإغريقيّة والفرنجيّة والتركيّة في البلقان. وانتشرت فلسفة يمليكو داعياً إلى عبادة إله الجبل 𐡁𐡋𐡄𐡀𐡂𐡀𐡋 والحجر الأسود المقدّس الذي أرسله إله الجبل من السماء، ثمّ أودعه العرب في معبد إله الجبل المقدّس في مدينة حِمْصَ مزيّنا بشكل الشمس.

    أبناء شمس إگِرَم 𐡔𐡌𐡔𐡂𐡓𐡌 (شمسيغرام) هؤلاء كانوا من الجيس، سمّاهم العرب بالجيسيّين والجسياسيّين والجسّاسين والغسياسيّين والغسّاسين والغسيانيّين والغسّان. إحدى ملوكهم يمليكو الأوّل 𐡉𐡌𐡋𐡊𐡅 (حفيد يمليكو الفيلسوف، وتوفّى 31 ق.م) حمل لقب “فيلارخ العرب” أي بابا العرب المقدّس. هؤلاء الجيس سمّاهم الرومان الگَيُس Gaius وسمّاهم الإغريق غايوس أو گايُّس Γάϊος وكذلك قايّوس Κᾱ́ῐ̈ος و قَيس Κάης تحوير بصيغة نسبة عن الكلمة العربية القديمة قيّن التي تعني في الإغريقيّة والسلاڤيّة والتركيّة القديمة: ملك.

    للمزيد اقرأ تدوينتي {قبيلة جيس العربية، إحدى أنسال الفنيقيّين الباقية إلى اليوم} على مدوّنة البخاري من هنا

    الخارطة هي خارطة فنيقيا في القرنين الثاني والثالث، رسمتها وفقاً لكتابات القدّيس هپّوليتُس (هيبوليتوس الرومي)، وهي ذاتها مملكة حمص، إميسان الغربية، إميسه، التي تحالفت مع الرومان ثمّ صارت بعدها جزء من الإمبراطورية.

  • قصّة مبخرة دمشقية سحرية وتزوير فرنسي

    قصّة مبخرة دمشقية سحرية وتزوير فرنسي

    إنكار الحضارة العربية هو كإنكار كُرَوِيّة كوكب الأرض… فإليك قصّة مبخرة دمشقية سحرية وتزوير فرنسي

    استمتع معي بالنظر إلى جمال هذه التحفة العربية من القرن 13 والتي في صنعتها بَذْرَة تقنيّة تخدم اليوم روّاد الفضاء، ولا تخلو مركبة طائرة منها.

    هذه مبخرة نحاسيّة صنعها صنّاع دمشقيّون في القرن 13، وتُظهر القدرة العربية على إبداع أفكار مبتكرة في الهندسة الميكانيكية. وتتميّز بآليّة معقّدة تسمح للفحم المشتعل بالبقاء مستقرّاً حتى ولو تأرجحت أو سقطت الكرة. وتعتمد هذه التقنية على نظام “الجُنْبُل”، الذي اختُرع على يد العرب في القرن التاسع واستُخدم بعدها في الملاحة البحرية.

    المبخرة صُنعت لخيمة الملك المملوكي قُطُز، وربّما كان الغرض منها إشعال البَخُور لتحقيق جوّ من الطُمَأنينة والراحة. وعلى الرغم من إبداع العلماء العرب في تطوير تقنية “الجُنْبُل”، إلّا أنّ بعض الأوروپيين، نسبوا هذا الاختراع خطأ لعلماء بيزنطيّين. مستندين إلى تزوير كذّاب ومزوّر فرنسي من القرن 13 اسمه {ڤيار دو أونكور}.

    وباعتقادي، يجب أن تخرج هذه التحفة إلى العلن، لأنّها أحد الأدلّة العلمية على سبق العرب في اختراع الجُنْبُل وفضلهم على هذه التقنية العظيمة. وتبقى هذه المبخرة العجيبة شاهدًا حيًّا على الإبداع العربي الذي أثرى تاريخ العلوم والتقنية.

    للمزيد من التفاصيل والمراجع اقرأ تدوينتي {حكاية مبخرة دمشقية سحرية وتزوير فرنسي} على مدوّنة البخاري من هنا

  • انظر معي حضارة “اليونان” العظيمة! وكيف نشأت في بلاد العرب

    انظر معي حضارة “اليونان” العظيمة! وكيف نشأت في بلاد العرب

    انظر معي حضارة “اليونان” العظيمة! وكيف نشأت في بلاد العرب وجادلني بعدها في أنّ جمهورية اليونان المعاصرة ليست من لصوص التراث.

    هذه قائمة بأعمدة الحضارة اليونانية القديمة (الإغريقية)، وانتبه أين درسوا واشتغلوا في حياتهم.

    الفلاسفة

    أبيقور (إپِقُرُس) Ἐπίκουρος: مؤسّس المدرسة الإبيكورية للفلسفة. وُلد في العام 341 قبل الميلاد في جزيرة ساموس في اليونان. نشأ في أثينا وسافر إلى العراق وسوريا حيث درس الفلسفة في مدينة الحلّة (بابل) في العراق ومدينة أنطاكيَة في تركيا حيث أقام واشتغل.

    ثالس (طاليس) Θαλῆς وُلد في العام 624 قبل الميلاد في مدينة ديديم Didim (ميليتوس Μίλητος) في تركيا. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطوّر نظرية أن الماء هو أصل الكون.

    أناكسيمينس Ἀναξιμένης وُلد في العام 585 قبل الميلاد في مدينة ديديم Didim (ميليتوس Μίλητος) في تركيا. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطور نظرية أن الهواء هو أصل الكون.

    أنكساغوراس Ἀναξαγόρας وُلد في العام 585 قبل الميلاد في مدينة أورلا Urla (كلازوميناي Κλαζομεναί) في تركيا. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطوّر نظرية أن النار هي أصل الكون. ثم اشتغل في مدينة أثينا.

    أفلوطين (أفلاطون) Πλάτων وُلد في العام 427 قبل الميلاد في مدينة أثينا في اليونان. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطوّر نظرية أن المثل هي أصل الكون. ثمّ اشتغل في مدينة بابل.

    أرسطاطاليس (أرسطو) Ἀριστοτέλης وُلد في العام 384 قبل الميلاد في مدينة ستاگيرا Στάγειρα في شبه جزيرة خلقيدية المقدونية. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، ودرس في أكاديمية أفلوطين في بابل وأصبح تلميذًا لأفلاطون. وطور نظرية أن المادة والصورة هما أصل الكون. وفي حِقْبَة الإمبراطورية الأخمينيّة، سافر إلى العراق وسوريا حيث درس الطبّ والعلوم الطبيعية في مدينة أربيل في العراق ومدينة دمشق في سوريَا. اشتغل في مدينة أثينا.

    زينون القيطي Ζήνων ὁ Κιτιεύς وُلد في العام 334 قبل الميلاد في مدينة لارنكا (قيطعيون) في قبرص. وهو مؤسّس المدرسة الستوية للفلسفة الستوية. درس في أثينا وسافر إلى العراق وسوريا حيث درس الفلسفة في مدينة بابل في العراق ومدينة أنطاكيَة في تركيا، حيث اشتغل.

    فيثاغورث أو فيثاغورس Πυθαγόρας وُلد حوالي عام 570 قبل الميلاد في جزيرة ساموس Σάμος اليونانية. درس في العديد من الأماكن، إذ سافر إلى مصر وبلاد النهرين حيث تعلّم في معابد الكهنة المصريين وتلقى علوم البابليين. وبعد سنوات طويلة من الدراسة والسفر، عاد إلى ساموس ومن ثم استقر في كروتونا Crotone في جَنُوب إيطاليا حيث أسّس مدرسته الفلسفية والدينية التي أصبحت معروفة بالمدرسة الفيثاغورية. مدرسة فيثاغورس أسست نظاماً معقّداً من الإيمان والمعتقدات والعبادات الذي كان له تأثير كبير على الفلسفة اليونانية وأفكار العديد من الفلاسفة اللاحقين.

    العلماء و الأطبّاء

    أوقليدس (إقليدس) Εὐκλείδης وُلد في العام 325 قبل الميلاد في مدينة الإسكندرية في مصر. وهو عالم رياضيات. درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظريّة الهندسة الإقليدية.

    بَطليموس Κλαύδιος Πτολεμαῖος وُلد في العام 100 في ريف مدينة الإسكندرية في مصر. وهو عالم رياضيات وفلكي. درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظرية النظام الشمسي البطلمي.

    بُقْراط Ἱπποκράτης وُلد في العام 460 قبل الميلاد في جزيرة كوس Κῶς في اليونان. يُعتبر أبو الطب الحديث وأحد أعظم الأطباء في التاريخ. درس في مدينة الخرطوم بحري (نَپَتَا) السودانية وسافر إلى العراق وسوريا حيث درس الطب في مدينة بابل في العراق ومدينة حلب في سوريا. وطوّر نظرية الطبّ الأبقراطية. اشتغل في مدينة نَپَتَا.

    ديُسقوريدس Διοσκουρίδης وُلد في العام 40 في مدينة أناڤارزا Anavarza (أنازاربوس Ἀνάζαρβος) في كيليكيا جَنُوب تركيا. نشأ في مدينة أنطاكيَة ثمّ درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظرية الطب البيطري. عاد واشتغل في مدينة أنطاكيَة.

    جالين (جالينوس) Γαληνός وُلد في العام 130 في مدينة بيرگاما Bergama في تركيا (پيرگامون Πέργαμος). وهو طبيب درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظرية الطبّ الهليني. اشتغل في مدينة روما.

  • جذور المعتقدات العربية القديمة

    جذور المعتقدات العربية القديمة

    لا أقدر على السخرية من معتقدات أسلافنا العرب، وأديانهم التي قدّست السمك والأفاعي والثيران والوعول والأيائل والنسور والذئاب والبوم وغيرها من الحيوانات. ولا أغفر لأهل العربفوبيا واللاعربية سخريتهم من أسلافي العرب.

    حين درست فلسفة تلك المعتقدات القديمة وجدت أنها بدأت بمفهوم شكر المخلوق امتناناً للتضحية بجسده غذاء حياة الإنسان. فصارت الناس تصلّي للحيوان بعد صيده امتناناً وشكراً له لمعروفه.

    ثمّ صارت الناس تشكر الخالق على توفير هذه المخلوقات زاداً للحياة، وتعبّر عن شكرها هذا بواسطة أكل واحترام أكل هذه المخلوقات، والاحتفال بمواسم خاصّة للتعبير عن هذا الشكر.

    مثلاً، العربي القديم ومن حسن الأخلاق فيه، شعر بالامتنان للسمكة التي صادها وأكلها، فقد ماتت لتمنحه وأولاده حياتها كي يستمروا. فصار يحترم تقدمة هذه السمكة ويضع معروفها على رأسه.

    ثمّ ذهب إدراكه أن لا بدّ للسمكة من خالق يوفّر وجودها ويكرّسها لحياة الإنسان، فصار يجلّ ويحترم هذا الخالق ويتعبّد امتناناً لمعروفه.

    هذا العربي قديماً لم يعبد السمكة، فهو يقتلها ويأكلها يوميّاً. إنما شكرها امتناناً لفضلها على حياته. وصار يعقد الاحتفالات الدينية لشكر السمك وخالق السمك، وليس للتعبّد للسمك.

    فهذا العربيّ قديماً ما شعر بالاستعلاء على مخلوقات الأرض، إنما رأى نفسه معها سواء، فخجل أمام تضحية السمكة، وشكرها باحترامها.

    وكعادة الأديان في كلّ عصر، انحرف بعض أتباعها لاحقاً عن المفهوم الأول، وصاروا يتعبّدون للسمك ويحرّمون أكله، تكرار للاحترام القديم؛ دون فهم لفحوى العقيدة الأولى.

    المعتقدات العربيّة القديمة بدأت كلّها على أساس الامتنان وشكر المعروف، قبل الغرق في فلسفة الخطايا ودفع العقوبات. وهذه أخلاق عالية تُحترم. ولو خالفت معتقداتنا المعاصرة.

  • المحيط الهندي عربي قبل الإسلام

    المحيط الهندي عربي قبل الإسلام

    يهاجمك العربفوبيّين دائماً بأنّ العرب ما كانت لهم حضارة قبل الإسلام، فإليك حكاية عن عظمة البحريّة العربيّة في العصر الروماني. قبل الإسلام بسبع قرون.

    من نفائس المكتشفات الأثرية المهملة كتاب جغرافي مصري من منتصف القرن الأول، اسمه “رحماني البحر الإريتري” Periplus Maris Erythraei أي الطواف حول البحر الإريتري. ومنطقة البحر الإريتري في الثقافة الهلنستية كانت دائماً تشير إلى مجموع مناطق البحر الأحمر وخليج عدن مع ساحل القرن الأفريقي.

    الكتاب مجهول اسم المؤلّف، لكن من الواضح أنّ مؤلّفه كان جغرافيّاً رحل في البحار بأمر من ملك مصري پطولمي في العهد الروماني، مكلّفاً بتدوين فِهْرِس تجاري ملكي. واسم الكتاب بالإغريقية Περίπλους τῆς Ἐρυθρᾶς Θαλάσσης، وقد خطّ الكتاب باللّغة الإغريقية الكوينية مخطوطاً بالحرف اللاتيني في منتصف القرن الأول. والكتاب يسجل مسارات إبحار ومعلومات تجارية وسياسية وتفاصيل عن السلالات الحاكمة للموانئ في فتره كتابته. وكان أُنجر في حِقْبَة لم ينتشر فيها بعد استعمال الخرائط في الثقافتين الهلنستية والرومانية، فأتى مزيجاً ما بين الأطلس وكتاب الرحّالة.
    الكتاب مجهول اسم المؤلّف، لكن من الواضح أنّ مؤلّفه كان جغرافيّاً رحل في البحار بأمر من ملك مصري پطولمي في العهد الروماني، مكلّفاً بتدوين فِهْرِس تجاري ملكي. واسم الكتاب بالإغريقية Περίπλους τῆς Ἐρυθρᾶς Θαλάσσης، وقد خطّ الكتاب باللّغة الإغريقية الكوينية مخطوطاً بالحرف اللاتيني في منتصف القرن الأول. والكتاب يسجل مسارات إبحار ومعلومات تجارية وسياسية وتفاصيل عن السلالات الحاكمة للموانئ في فتره كتابته. وكان أُنجر في حِقْبَة لم ينتشر فيها بعد استعمال الخرائط في الثقافتين الهلنستية والرومانية، فأتى مزيجاً ما بين الأطلس وكتاب الرحّالة.

    من معلومات الكتاب المهمّة الحديث عن مملكتي حِمير وسبأ واتّساع نشاطهم التجاري، حيث يذكر المؤلّف أنّ مملكتي حمير وسبأ قد أعادوا تنظيم صفوفهم تحت سلطة حاكم واحد اسمه {كربال} بالسبئية 𐩫𐩧𐩨𐩱𐩡 وتعرفه المصادر الغربية باسم شربل أو شربَئيل. وقد يكون هو الملك السبئي {كرب-ئيل وتر الثاني}.

    يورد المؤلّف بالحرف الاقتباس التالي: “وبعد تسع أيّام أو أكثر نصل “سفر” Saphar، مدينة عاصمة، حيث يقيم شريب-ئيل، ملك شرعي على قبيلتين، الحميريّون وأولئك الذين يعيشون بجوارهم، يقال لهم السبئيّين، ومن خلال السفارات والهدايا المستمرّة هو صديق للأباطرة” ويقصد أباطرة روما.

    وبحسب مؤلّف الرحماني، عقد الملك كربال اتّفاقيات تعاون تجارية مع رومَا وانتشرت موانئه على سواحل اليمن وساحل القرن الأفريقي حتى ميناء “ربطه” قبالة جزيرة مدغشقر، كما كانت له مواني وعلاقات جيدة بمملكة “فُنَن” جَنُوب شرق آسيا. وهذه الأخيرة هي سبب وصول الأرز إلى أسواق العرب، قبل الإسلام بنحو ألف عام. وهي التي أعارت العرب تسميتها للأرز المسلوق أتَمَنّ. حيث {أتَ} تعني مسلوق، مطهو، و{مَنّ} تعني أرز.

    ما يعني ببساطه أن سفن مملكة حمير قد سيطرت فعلاً على خطوط النقل البحرية على عرض المحيط الهندي في العالم القديم، وحملت التجارة العالمية ما بين الصين والهند من جهة والامبراطورية الرومانية من جهة ثانية.

    يذكر الكتاب كذلك امتلاك الملك إليعازر ملك الأنباط ثلاث محطّات تجارية في حضرموت، مينائي ملاحة ومحطّة برّية هي مدينة “شبوة” المعاصرة، كما تنفّذ الحضارمة تحت سلطة الأنباط على سبع محطات تجاريه في الهند، خمس منها مواني على الساحل الهندي الغربي.

    أهمّ صادرات الرومان تَبَعاً للرحماني كان النبيذ من المناطق الإغريقية، والمعادن من سوريا والشام والملابس من مصر. بينما كانت أهمّ صادرات العرب هي النبيذ والزهور العطرية، أما صادرات القرن الأفريقي فكانت البهارات والعاج. وعلى الطرف المقابل كانت صادرات الصين أساساً الحرير، في حين تصدّر الهند البهارات والمعادن والملابس والأحجار الثمينة، أمّا فُنن فكانت تصدّر الأرز.

    مملكة “فُنَن” هي مملكة عاشت من 68 ق.م حتى 550 ميلادية، تمثل مساحتها اليوم منطقة موزعة على ڤييتنام وكمبوديا ولاوس وتايلاند وماليزيا وجزئ من ميانمار.

    تسمّى بالصينية بانان Bānān، وبالخميريّة فونون Phouṇn. كانت على علاقات تجارية ممتازة بالصين حيث تمرّر مراكزها التجارية أغلب التجارة الصينية مع رومَا واليمن.

    وأدّى امتزاجها بالثقافة الآرامية الوافدة من الشمال إلى ولادة شعب وثقافة ولغة الخمير.

  • حضارة أوسان

    حضارة أوسان

    يهاجمك العربفوبيّين دائماً بأنّ العرب ما كانت لهم حضارة قبل الإسلام، ألم يسمعوا بحضارة أوسان؟

    حضارة أوسان (ملكه أوسه‌ن 𐩣𐩤𐩨𐩥𐩫𐩬𐩣 𐩱𐩠𐩣𐩲𐩵𐩷𐩣) في اليمن وشرق أفريقيا هي واحدة من أهمّ الحضارات العربية القديمة، وتركت إرثاً حضارياً غنيّاً يمتدّ إلى يومنا هذا. إذ ازدهرت حضارة أوسان في الحِقْبَة بين القرن ٨ ق.م والقرن الأول ميلادية. وكانت عاصمتها مدينة مسورة ثم هجر يهر، التي تقع في محافظة شبوة جَنُوب اليمن. وتميزت حضارة أوسان بمهاراتها المعمارية والزراعية المتطوّرة، حيث كانت تبني مدناً وحصوناً ضخمة، وتستخدم تقنيّات متقدّمة في الزراعة.

    كما سيطرت حضارة أوسان على طرق التجارة البحرية بين الهند واليمن وشرق أفريقيا، وكانت تؤدّي دوراً مهمّاً في التجارة بين هذه المناطق. وأسّست حضارة أوسان مستعمرات ومراكز تجارية على سواحل القرن الأفريقي، لذلك سُمّيت سواحل شرق أفريقيا في تلك الحِقْبَة بالساحل الأوساني نسبة إلى حضارة أوسان. حتّى أنّ بحر العرب كلّه حمل اسم بحر أوسان لمدّة ستّ قرون! وبعد تدمير السبئيّين لمملكة أوسان، نزح أغلب سكّانها وملوكها وتابعوا حياة أملاكهم في “الساحل الأوساني” شرق أفريقيا وفي الحبشة وغرب الهند، حيث استمرّت اللّغة الأوسانية وتطوّرت إلى لغات غيرها.

    تعدّ حضارة أوسان شاهداً آخر على عمق التاريخ الحضاري العربي وتفوّقه في مجالات متعدّدة. وما هي سلطنة كِلوة الإسلامية إلّا امتداد لحضارة أوسان وتراثها. إذ اشتهرت حضارة أوسان بمهاراتها المعمارية المتطورة، حيث كانت تبني مدناً وحصوناً ضخمة. وعُثر على العديد من الأبنية الأثرية التي تعود إلى حضارة أوسان، والتي تتميّز بتصميمها الفريد ودقّة بنائها. كذلك تميّزت حضارة أوسان بمهاراتها الزراعية المتطوّرة، حيث كانت تمارس الزراعة على نطاق واسع. واستخدمت حضارة أوسان تقنيّات متقدّمة في الزراعة، مثل الري والاستخدام المكثّف للأسمدة. كما لعبت حضارة أوسان دوراً مهمّاً في التجارة بين الهند واليمن وشرق أفريقيا وأوروپا. وأسّست مستعمرات عربية ومراكز تجارية على سواحل القرن الأفريقي، ممّا ساعد على ازدهار التجارة بين هذه المناطق.

    تركت حضارة أوسان إرثاً حضارياً غنيّاً يمتدّ إلى يومنا هذا. كما تركت حضارة أوسان آثاراً عميقة على مناطق سلطنة كلوة السابقة (كينيا وتنزانيا وموزامبيق ومدغشقر)، وذلك لعدّة أسباب، منها القرب الجغرافي، والتواصل التجاري، والهجرة. كذلك هاجر العديد من العرب من حضارة أوسان إلى شرق أفريقيا، بما في ذلك، المنطقة التي صارت لاحقاً سلطنة كِلوة، ثم منطقة اللّغة السواحلية.

    الخريطة للمناطق التي ثبتت تبعيّتها لحضارة أوسان، سواء على المستوى السياسي أو التجاري، ونرى أنّها سيطرت على مناطق حساسة من المضائق البحرية، من تركيا وقبرص حتى سيناء والقلزم، بالإضافة إلى مداخل الخليج العربي. كامل الساحل الشرقي لأفريقيا ومعظم الساحل الغربي للهند. وقسم كبير من الحبشة (إرتريا وإثيوپيا).

    للمزيد اقرأ تدوينتي {سلطنة كِلوة} على مدونة البخاري من هنا

  • لماذا لم تنشأ الحضارة الإسلامية في السُّعُودية وقطر والإمارات كما في بلاد الروم والفرس؟ نظرة تاريخية

    لماذا لم تنشأ الحضارة الإسلامية في السُّعُودية وقطر والإمارات كما في بلاد الروم والفرس؟ نظرة تاريخية

    أمسِ تحدّتني واحدة من العربفوبيّات لأستجمع شجاعتي وأجيبها عن سؤال غريب. ومع أنّني استغرب عَلاقة الموضوع بالشجاعة، غير أنّني أحبّ تقديم إجابة. 

    كان سؤالها “ليش الحضارة الإسلامية صارت في دول الروم والفرس وما صارت في السُّعُودية وقطر والإمارات؟” وبصراحة، لم أفهم في سؤالها ماذا تقصد بدول الروم والفرس. فأهمّ مراكز الحضارة الإسلامية في عصر الإسلام الذهبي لم تكن في دول للروم أو للفرس، إنّما كانت (على ترتيب النشاط): بغداد، دمشق، القاهرة، الرقّة، قرطبة، بخارى، سمرقند، الري، مكّة المكرّمة، المدينة المنوّرة، بيت المقدس، فاس، الرباط، مُرسيّة، تونس، طرابلس (الغرب)، المُكلّا، الغيضة، عتق، شبوة، عدن، زبيد، تعز، صنعاء… والمملكة الرسوليّة بالعموم كانت دولة علماء، أطبّاء وفلكيّين، حكموا المملكة ملوكاً وعلماء، وهذه ليست للفرس ولا للروم.

    من جهة ثانية، لم أفهم تماماً سبب تحديدها “السُّعُودية وقطر والإمارات” في سؤالها. لربّما جهلها بالتاريخ يدفعها للظنّ ألّا بلاد لغير “الروم والفرس” في هذا العالم سوى هذه البلدان الثلاث. وهذا طبيعي حين تكون من بنات العربفوبيا. مع ذلك، هذه إجابة على سؤالها، دون زيادة، عسى أن ترضيها وترضي جمع العربفوبيّين واللاعربيّين كذلك.

    وأحبّ أن أذكر هنا، أنّ إقناع العربفوبيّين واللاعربيّين لا يهمّني فعلاً، فهؤلاء عقدوا العزم على كراهة العرب ومعاداة العرب وجعلوا ديدنهم نكران الحضارة العربية ونفي عروبة شعوب العرب، لمحو التاريخ العربي تمهيداً لمحو الهُوِيَّة العربية بالمطلق من هذا العالم. وهذا ما يهمّني فعلاً، يهمّني أن يحافظ أبناءنا وبناتنا في نفوسهم على هويّة عربية صحيحة وسليمة من خرافات وسموم العربفوبيّين واللاعربيّين هؤلاء.

    عربفوبي
    عربفوبي

    للأسف، التوثيق التاريخي للإنجازات العلمية في المناطق التي تشمل اليوم السُّعُودية وقطر والإمارات محدود بالمقارنة مع بعض المراكز العلمية الأخرى في العالم الإسلامي مثل بغداد، القاهرة، تعز، وقرطبة خلال العصور الذهبية. ببساطة، لأنّها لم تكن مراكز قيادات سياسية على صعيد دُوَليّ. ومع ذلك، سأحاول تقديم معلومات أكثر تحديداً حول المنجزات العلمية في هذه المناطق:

    لنبدأ مع السُّعُودية: مع أنّ معظم الإنجازات العلمية التي نسبت إلى الحضارة الإسلامية لم تكن منسوبة مباشرة إلى منطقة قلب الجزيرة العربية، إلا أن هناك بعض الجوانب التي يمكن الإشارة إليها في علم الفلك والتقويم، ففي السُّعُودية الحالية، ولا سيما في مكّة والمدينة، كان هناك اهتمام بتحديد الأوقات الدقيقة للصلاة ومواقع النجوم والأهلة، الأمر الذي كان له بالغ الأهمية في تحديد الأشهر الهجرية ومواسم الحج. لهذا نشأت أكاديميّات فلكية ذات مراصد مهمّة، درست الفلك وأخرجت فلكيّين مهمّين، كانت لهم الكلمة العلمية في عموم العالم الإسلامية.

    رسم تخيّلي رمزي للفلكيّين في الحجاز في القرون الوسطى
    رسم تخيّلي رمزي للفلكيّين في الحجاز في القرون الوسطى

    منطقة قطر كان لها تاريخ طويل في الملاحة البحرية، فتطوير تقنيات الملاحة البحرية وأساليب صيد الأسماك والغوص بحثاً عن اللؤلؤ. كان القطريّون يعتمدون على المعرفة العميقة بالتيارات البحرية والنجوم للإبحار والعودة إلى سواحلهم. ويعتمد العالم على خبرائهم لتطوير هذه العلوم. بالإضافة إلى صناعة السفن، إذ أنّ تطوير تقنيات بناء السفن الخشبية التي كانت تستخدم في الإبحار والتجارة، وهذا يشمل معرفة بالهندسة البحرية وتصميم السفن. وكانت في قطر والإمارات أكاديميّات مهمّة للهندسة البحرية بقيت حتى عهد استيلاء بريطانيا على الخليج العربية في القرن ١٩. وفي القرون الوسطى كانت الساحل الغربي للخليج العربية هو المصدر الأوّل للسفن في كل بلاد العالم.

    رسم تخيّلي رمزي لصناعة السفن في قطر في القرون الوسطى
    رسم تخيّلي رمزي لصناعة السفن في قطر في القرون الوسطى

    الإمارات، وخاصّة منطقة العين، كانت معروفة بنظام الري التقليدي: نظام الأفلاج: وهو نظام معقّد لتوزيع المياه يتألّف من قنوات تحت الأرض تنقل المياه من الآبار إلى المناطق الزراعية. هذا النظام يظهر معرفة متقدمة بالهيدرولوجيا وإدارة الموارد المائية. فضلاً على ذلك، يجدر الذكر أنّ البيئة الصحراوية والساحلية في الإمارات طورت معرفة خاصة في العديد من المجالات، مثل المعمار والبناء كتطوير تقنيات البناء المناسبة للظروف الصحراوية، مثل تقنيات التبريد الطبيعي واستخدام مواد البناء المحلية. وفي الزراعة والرعي كان تطوير أساليب زراعية معينة للتكيف مع البيئة القاحلة، مثل استخدام نظم الري المحورية وأساليب الزراعة الموسمية.

    رسم تخيّلي لمنطقة العين في الإمارات العربية المتحدة في القرون الوسطى
    رسم تخيّلي لمنطقة العين في الإمارات العربية المتحدة في القرون الوسطى

    من الجدير بالذكر أنه في السنوات الأخيرة، تمّ الاهتمام بشكل متزايد في تلك المناطق بالحفاظ على التراث وتوثيق الإنجازات التاريخية. وقد شمل هذا إعادة بناء وصيانة الأفلاج والآثار التاريخية الأخرى، وكذلك دراسة التقاليد البحرية والصحراوية والأساليب التقليدية في الملاحة والزراعة والبناء.

    مع الرغم من أن هذه المناطق لم تكن مراكز علمية بارزة في العصور الوسطى بالمقارنة مع بعض المناطق الأخرى في العالم الإسلامي، إلا أنها كانت لها إسهامات مهمّة في مجالات مثل الملاحة البحرية وإدارة الموارد المائية والزراعة والبناء، والتي كانت تظهر التكيف مع البيئة المحلية والمعرفة العملية المتوارثة.

    بكلّ حال، يهاجمك العربفوبيّين دائماً بأن العرب ما كانت لهم حضارة قبل الإسلام، ثم، على نهج غرب الأوروپيين، يبارزونك بدليل من خيالهم أن جزيرة العرب صحراء خالية من الحضارات القديمة.

    لو افترضنا، كما يريدون، أنّ بلاد العرب تقتصر على جزيرة العرب فقط. ولو تساهلنا وقلنا أن ّجزيرة العرب لا تشمل العراق والشام، فنحن نمسك بأرض تعاقبت عليها الحضارات منذ القِدم. حضارات تركت بصماتها الواضحة على التاريخ والتراث العربي والإنساني. مثل حضارات سبأ ومعين وحضرموت والقتبان ودلمون ومگان والأنباط والدادان وغيرهم الكثير.

    رسم تخيّلي رمزي لمعالم الحضارة العربية قبل الإسلام في منطقة جَنُوب جزيرة العرب
    رسم تخيّلي رمزي لمعالم الحضارة العربية قبل الإسلام في منطقة جَنُوب جزيرة العرب

    حضارة سبأ اشتهرت بالزراعة المتقدّمة والتجارة، واشتهرت كذلك بتقدّمها ببناء السدود، ومن أشهرها سد مأرب، الذي كان يُعد من أعظم السدود في العالم القديم.

    حضارة معين اشتهرت بالتجارة وصناعة المعادن واخترعت بعضها، واشتهرت كذلك بصناعة الفَخَّار المزخرف.

    حضارة حضرموت اشتهرت بالتجارة وصناعة المعادن، واشتهرت كذلك بصناعة الأختام. وامتدّت شبكتها التجارية البحرية تربط سواحل بحر العرب جميعاً، من الهند إلى الصومال إلى جَنُوب أفريقيا.

    حضارة دلمون اشتهرت بالتجارة وصناعة المعادن، واشتهرت كذلك بصناعة الحلي والمجوهرات. وامتدّت شبكتها التجارية البحرية تربط جَنُوب شرق آسيا بالخليج العربي.

    حضارة الأنباط ورثت حضارة دادان والپونت واشتهرت بالتجارة وصناعة المعادن، واشتهرت كذلك ببناء المدن المحفورة في الصخر. من الحجاز إلى تركيا المعاصرة.

    حضارة مگان أعظم حضارات الخليج العربي. نقلت العالم إلى العصر النحاسي، واشتهرت بصناعة المعادن والتجارة البحرية، وابتكرت العديد من أنواع السفن. وامتلكت أعظم شبكة نقل بحري في العالم القديم.

    تميزت هذه الحضارات بتقدّمها الحضاري في مختلف المجالات، بما في ذلك الزراعة والتجارة والصناعات والعمارة والفنون. وتعدّ هذه الحضارات القديمة جزءاً لا يتجزأ من تاريخ وتراث شبه الجزيرة العربية، حيث ساهمت في تشكيل الهُوِيَّة العربية وإثراء الثقافة العربية.

    تتمثّل أبرز منجزات الحضارات القديمة في شبه الجزيرة العربية في ابتكارات الزراعة والتجارة والصناعة والعمارة والفنون.

    ساهمت هذه الحضارات في تطوير الزراعة في العالم، حيث طورت أساليب الري الحديثة، وتقنيّات تخزين الماء. وزرعت المحاصيل المختلفة، مثل القمح والشعير والتمر. وهي محاصيل لم يعرفها العالم قبلهم.

    كانت هذه الحضارات العربية من أهمّ مراكز التجارة في العالم القديم، حيث ربطت بين الحضارات الأخرى في آسيا وأفريقيا وأوروپا. وابتكرت أنظمة النقد الدولي ومبادئ التجارة الدولية.

    ازدهرت الصناعات المختلفة في هذه الحضارات، مثل صناعة المعادن وصناعة الفَخَّار وصناعة الحلي والمجوهرات. وابتكرت أصناف جديدة من المعادن. أهمّها النحاس والبرونز والفولاذ.

    تميّزت هذه الحضارات بعمارتها الرائعة، حيث شيّدت المعابد والقصور والمدن المحفورة في الصخر. وازدهرت الفنون المختلفة في هذه الحضارات، مثل الفنون التشكيلية والفنون الأدبية والموسيقى.