التصنيف: عربفوبيا

  • اللّغة العربية… حاملة راية الحضارة الإنسانية

    اللّغة العربية… حاملة راية الحضارة الإنسانية

    يهاجمك العربفوبيّين دائماً بأنّ العرب ولغتهم العربية ما كان لهم فضل على الحضارة الإنسانية منذ فجر الإسلام… فلنحك نقطة في بحر فضل اللّغة العربية على العالم.

    منذ فجر التاريخ وعبر آلاف السنين، اتّخذت العربية مكانةً مرموقةً بين لغات العالم، تاركةً بصمةً حضاريةً خالدةً عبر مسار الزمن. ومن ذلك حملها لنواة الأديان الأكثر انتشاراً في عالم اليوم. فمَا هي الثمار التي جنتها البشرية من رحلةٍ استمرّت 1400 سنة الأخيرة مع لغة الظاء؟

    تُعدّ اللّغة العربية حاملةً راية حضارةٍ عريقةٍ، غنيّةٍ بالعلوم والآداب والفلسفة. تابعها العصر الإسلامي الذهبي للحضارة الإسلامية، حيث شهدت ازدهارًا في مختلف المجالات العلمية والفكرية. إليك بعض العلوم التي نشأت وتطورت باستخدام اللّغة العربية:

    أسهم الأطباء والعلماء بتطوّر كبير في الطبّ باللّغة العربية، بواسطة تأليف الكتب والموسوعات التي تعالج مختلف الأمراض وطرق العلاج. وبالعربية كُتب “القانون في الطبّ” و”الحاوي في الطبّ”، والذين كانا مرجعًا طبيًا لقرون في الشرق والغرب. وبقيت العربية لغة تدريس الطب في أوروپا مثلاً لأكثر من خمس قرون.

    وبالعربية انفصلت الكيمياء كعلم عن الخيمياء مع العلماء العرب مثل جابر بن حيان، الذي يعدّ “أبو الكيمياء”. وأدخل العلماء العرب مفاهيم مثل التقطير والتبلور والتصعيد.

    بالعربية نما علم الصيدلة كعلم منفصل عن الطب، حيث قام العلماء بتصنيف الأدوية وتحضير الوصفات الصيدلانية ووضع معايير للجودة. الزهراوي، الذي ألف كتاب “التصريف لمن عجز عن التأليف”، يعدّ من الروّاد في هذا المجال، وقد أسهم كتابه في تطور الجراحة والصيدلة. فهو أبو الصيدلية.

    بالعربية ازدهر علم الفلك في العالم، حيث قام العلماء ببناء المراصد وتطوير الأدوات الفلكية مثل الأسطرلاب. كانوا يدرسون حركة الكواكب والنجوم وألّفوا الزيجات الفلكية التي تحتوي على جداول معقّدة لحركات الأجرام السماوية. البتّاني مثلاً هو أبو علم الفلك المعاصر.

    في الرياضيات. نجد البغدادي الخوارزمي، الذي يُعدّ أحد أعظم الرياضيّين، أسهم في تأسيس الجبر والخوارزميّات، وأدخل نظام الأرقام العربية، الذي يعتمد على النظام العددي وأصبح أساس النظام العددي المستخدم اليوم في كل أرجاء العالم.

    بالعربية ألّف الجزري كتابه “كتاب في معرفة الحيل الهندسية” والذي ضمّ تصاميم لأجهزة ميكانيكية متطورة مثل الساعات المائية. وكان له فضل اختراع المحرّك المعاصر وعلبة المحرّكات (التروس) والبسطون (المكبس).

    بالعربية تأسّس علم البصريّات وعلم المناظير. ابن الهيثم البصري، مؤلف “كتاب البصريات” و”كتاب المناظر”، قدم نظريات هامة حول كيفية عمل العين وكيف يتم تشكيل الرؤية. واخترع القُمرة (الكميرا).

    ابن العوام وأبو زكريا القسطلاني كتبوا كتبًا هامة في الزراعة، تضمّنت وصفًا لطرق الزراعة، وتحسين التربة، وتقنيات الري، وتصنيف النباتات. كتاب ابن العوام “الفلاحة الأندلسية” يعتبر مرجعًا مهمًّا في هذا العلم، ويقوم عليه علم الزراعة الحديث.

    الفارابي وابن مسكويه من الفلاسفة الذين بحثوا في الأخلاق والقانون، مقدّمين أفكارًا حول العدالة والحكم الرشيد والسلوك الأخلاقي. وعلومهم التي قدّموها باللّغة العربية صارت أساساً لفلسفة الأخلاق في علوم غرب أوروپا الحديثة.

    هذه العلوم تطورت في بيئة ثقافية غنية ومتفاعلة، حيث كانت اللّغة العربية هي وسيلة تدوين المعرفة ونقلها. ولعلّ أهمّ ما يميّز هذه الفترة هو ابتكار نظام التعليم النظامي لتدريس اللّغة العربية والفقه، ولم يزل هذا النظام قائماً مستخدماً في أنحاء العالم المختلفة إلى اليوم.

    اليوم تُعدّ اللّغة العربية لغةً رسميةً لأكثر من 25 دولة، ومعترف بها كلغة أقلّية في أكثر من 40 دولة غيرها، منها الولايات المتحدة الأميركية. ويتحدّثها أكثر من نصف مليار شخص حول العالم.  وتؤدّي دورًا هامًا في التواصل بين الشعوب العربية، ونشر المعرفة والثقافة. كما تُعدّ لغةً دينيةً للقرآن الكريم، ما يمنحها مكانةً مقدسةً لدى المسلمين.

    السؤال الأهم، هو طوال 1400 سنة، ماذا قدّم كارهوا اللّغة العربية اللاعربيّين منكري الحضارة العربية؟

    مراجع

    1. الرصافي، مصطفى صادق. “من تاريخ الحضارة العربية.”
    2. حسين، محمد كامل. “تاريخ الفكر الإسلامي.”
    3. رصا، رجاء نعمة. “اللغة العربية وآدابها في العصر الإسلامي.”
    4. السيد، رشدي. “فجر العلم في الحضارة الإسلامية.”
    5. رضا، محمد عبد الحليم. “العلوم عند العرب.”
    6. الخوارزمي، محمد بن موسى. “الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة.”
    7. ابن النديم، محمد بن إسحاق. “الفهرست.”
    8. ابن سينا. “القانون في الطب.”
    9. جابر بن حيان. “كتاب الكيمياء.”
    10. البتاني، عبد الرحمن بن عمر. “الزيج الصابي.”
    11. ابن الهيثم، حسن بن الهيثم. “كتاب المناظر.”
    12. الجزري، بديع الزمان أبو العز. “كتاب في معرفة الحيل الهندسية.”
    13. ابن العوام، أبو زكريا يحيى. “كتاب الفلاحة الأندلسية.”
    14. ابن رشد، أبو الوليد. “تهافت التهافت.”
    15. الفارابي، أبو نصر. “آراء أهل المدينة الفاضلة.”
    16. ابن مسكويه، أحمد بن محمد. “تهذيب الأخلاق وتطهير الأعراق.”
  • جذور الحضارة العربية تسبق الإسلام

    جذور الحضارة العربية تسبق الإسلام

    يدّعي الشعوبيّون واللاعربيّون أنّ العرب ما كانت لهم حضارة قبل الإسلام، ويُنكرون علينا تحدّثنا بالحضارة العربية وبتراثها، ويجبرننا على تسميتها بالحضارة الإسلامية، على أساس أنّها نشأت بـ”تعريب الحضارات الحقيقية”، وهذا غير صحيح. في البلاد العربيّة، لا يسبق الحضارة العربيّة غيرها.

    وجود الحضارة العربيّة يسبق وجود الإسلام، بالتالي لم يبدأ الإسلام الحضارة العربيّة. والفكر الإسلامي نفسه هو إحدى نتائج هذه الحضارة العربيّة. بالتالي الإسلام هو جزء من الحضارة العربيّة، لا كلّها.

    واستمدّ هذا الفكر الإسلامي رقيّه من رقيّ الحضارة العربيّة؛ لا العكس. تماماً كحال فلسفات الأديان التي سبقته وانتشرت في العالم عن الحضارة العربيّة. فأساس الحضارة الإسلامية هو الحضارة العربية.

    ومن جهة أخرى، الإسلام ومع أنّه اليوم دين الأغلبيّة من العرب. لكن، ليس كلّ العرب مسلمين. وغير المسلمين من العرب كذلك من أهل الحضارة العربيّة.

    والدفاع عن الهويّة العربيّة ليس دفاعاً عن القوميّة العربيّة بالضرورة. الهويّة العربية لا تحتاج إلى فكر قومي كي تكون لها معالم وسمات. الهويّة العربيّة واضحة بسماتها وهي التي ظُلمت، وليس القوميّة العربيّة.

    أستغرب من يقول أنّ العرب كانوا لا شيء قبل الإسلام. وحضارة اليمن وما قدّمته من علوم الهندسة والاقتصاد لا شيء!؟ وحضارة النهرين والشام وما قدّمته من علوم الفكر والصناعة لا شيء!؟ والفلسفة والتشريع الطائي قبل الإسلام لا شيء!؟ إن اكتفيت بسيرة طيء ودولها وحدها؛ أفيض في المنجزات الحضارية على ما قدّمته روما والصين وما كان بينهما.

    من يقول لك أنّ العرب ما كانوا شيئاً قبل الإسلام، هو مردّد للدعاية الشعوبيّة الفارسيّة، ومن صفّ كارهي العرب… من يقول لك أنّ العرب كانوا لا شيء قبل الإسلام، أخرسه فوراً فهو يريد تحطيم الهُوِيَّة العربيّة، ولا يخيفه شيء في هذا العالم كما تخيفه قوّة الهُوِيَّة العربيّة. الهُوِيَّة العربيّة حضارة من بداية وجودها، هي المدنيّة وهي أصل فكرة الحكومة والإمارة والشرع والقانون.

    لا يوجد حضارة معزولة في هذا العالم، الحضارة هي أثر تفاعل الشعوب والأمم. والحضارة العربيّة لم تكن معزولة عن جوارها وقدّمت، كغيرها، الكثير من المنجزات العلميّة، التي لولاها، لما كان في العالم الكثير من عادات اليوم. النقد الدُّوَليّ وأصول التعاملات المالية هي منجز عربي. فكرة التشريع والقانون هي منجز عربي. الفلسفة هي منجز عربي. علم الفلك هو منجز عربي. معدن البرونز هو منجز عربي. التحوّل من الحديد إلى النحاس هو منجز عربي. علم الساعات هو منجز عربي. كل هذا ولم يكن الإسلام قد وُلد بعد.

    لو لم يكن في العربيّ جذوة الحضارة السامية من الأساس لما استطاع نشر الإسلام متراً واحداً خارج بلده العربيّ. طالمَا أنّك تؤمن أنّ الإسلام دين مرسل من عند الله، فيجب أن تؤمن كذلك بأنّ الله ما اختار العرب لنشر الإسلام عن فوضى وفراغ. إنّما اختار من يستطيع برقيّ حضارته أن يكون الوجه الأجمل للإسلام.

  • قصّة قبيلة جيس العربية

    قصّة قبيلة جيس العربية

    واحدة من القصص التي تغيظ العربفوبيّين وبني اللاعربيّة هي قصّة قبيلة جيس العربية، لأنّ الجيس إحدى أنسال الفنيقيّين الباقية إلى اليوم، ولا يقدر أحد على إنكار عروبتها، ولا يسمح الجيس لتافه أن يقول فيهم أنّهم مستعربين… وأوّل ردود اللاعربيّين على هذه القصة تكون دوماً بنفي عروبة تاريخ الجيس.

    قبيلة جيس هم جَمجمة من جماجم العرب، أي من ساداتهم. ويُعتقد أنّ عرب الجيس هم رؤساء القيسيّين ما بعد الإسلام، إذ أنّ حلف الجيس هو أمراء أغلب دول القيسيّين. وعلى خلاف ما يُعتقد، أنّ نشاط قبائل الجيس كان في خلاء شبه الجزيرة العربية فقط، ما قبل الإسلام. فإنّ من أصول وأفرع الجيس ملوك مملكة حِمْصَ. أكبر وأهمّ الممالك الدينية في العهد الروماني.

    في القرن ١٠ ق.م. خسر عبدة مي (الشمس) معبدهم المقدّس في مدينة الرقّة التي فيها معبد داگون المقدّس، وانتقلت القداسة من بعدها إلى مدينة حِمْصَ في سوريَا. وانتقل إليها حجّ الفنيقيّون من كلّ أنحاء البحر المتوسط. وفي حِمْصَ، نشأت في القرن الثالث قبل الميلاد مملكة إميسان الغربية (مملكة إميسه) المقدّسة برئاسة الفيلسوف يمليكو 𐡉𐡌𐡋𐡊𐡅 (توفّى 245 ق.م) وانتشر مذهبه الفلسفي في كلّ أرجاء المملكة السلوقيّة وبين العديد من القبائل الإغريقيّة والفرنجيّة والتركيّة في البلقان. وانتشرت فلسفة يمليكو داعياً إلى عبادة إله الجبل 𐡁𐡋𐡄𐡀𐡂𐡀𐡋 والحجر الأسود المقدّس الذي أرسله إله الجبل من السماء، ثمّ أودعه العرب في معبد إله الجبل المقدّس في مدينة حِمْصَ مزيّنا بشكل الشمس.

    أبناء شمس إگِرَم 𐡔𐡌𐡔𐡂𐡓𐡌 (شمسيغرام) هؤلاء كانوا من الجيس، سمّاهم العرب بالجيسيّين والجسياسيّين والجسّاسين والغسياسيّين والغسّاسين والغسيانيّين والغسّان. إحدى ملوكهم يمليكو الأوّل 𐡉𐡌𐡋𐡊𐡅 (حفيد يمليكو الفيلسوف، وتوفّى 31 ق.م) حمل لقب “فيلارخ العرب” أي بابا العرب المقدّس. هؤلاء الجيس سمّاهم الرومان الگَيُس Gaius وسمّاهم الإغريق غايوس أو گايُّس Γάϊος وكذلك قايّوس Κᾱ́ῐ̈ος و قَيس Κάης تحوير بصيغة نسبة عن الكلمة العربية القديمة قيّن التي تعني في الإغريقيّة والسلاڤيّة والتركيّة القديمة: ملك.

    للمزيد اقرأ تدوينتي {قبيلة جيس العربية، إحدى أنسال الفنيقيّين الباقية إلى اليوم} على مدوّنة البخاري من هنا

    الخارطة هي خارطة فنيقيا في القرنين الثاني والثالث، رسمتها وفقاً لكتابات القدّيس هپّوليتُس (هيبوليتوس الرومي)، وهي ذاتها مملكة حمص، إميسان الغربية، إميسه، التي تحالفت مع الرومان ثمّ صارت بعدها جزء من الإمبراطورية.

  • انظر معي حضارة “اليونان” العظيمة! وكيف نشأت في بلاد العرب

    انظر معي حضارة “اليونان” العظيمة! وكيف نشأت في بلاد العرب

    انظر معي حضارة “اليونان” العظيمة! وكيف نشأت في بلاد العرب وجادلني بعدها في أنّ جمهورية اليونان المعاصرة ليست من لصوص التراث.

    هذه قائمة بأعمدة الحضارة اليونانية القديمة (الإغريقية)، وانتبه أين درسوا واشتغلوا في حياتهم.

    الفلاسفة

    أبيقور (إپِقُرُس) Ἐπίκουρος: مؤسّس المدرسة الإبيكورية للفلسفة. وُلد في العام 341 قبل الميلاد في جزيرة ساموس في اليونان. نشأ في أثينا وسافر إلى العراق وسوريا حيث درس الفلسفة في مدينة الحلّة (بابل) في العراق ومدينة أنطاكيَة في تركيا حيث أقام واشتغل.

    ثالس (طاليس) Θαλῆς وُلد في العام 624 قبل الميلاد في مدينة ديديم Didim (ميليتوس Μίλητος) في تركيا. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطوّر نظرية أن الماء هو أصل الكون.

    أناكسيمينس Ἀναξιμένης وُلد في العام 585 قبل الميلاد في مدينة ديديم Didim (ميليتوس Μίλητος) في تركيا. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطور نظرية أن الهواء هو أصل الكون.

    أنكساغوراس Ἀναξαγόρας وُلد في العام 585 قبل الميلاد في مدينة أورلا Urla (كلازوميناي Κλαζομεναί) في تركيا. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطوّر نظرية أن النار هي أصل الكون. ثم اشتغل في مدينة أثينا.

    أفلوطين (أفلاطون) Πλάτων وُلد في العام 427 قبل الميلاد في مدينة أثينا في اليونان. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، وطوّر نظرية أن المثل هي أصل الكون. ثمّ اشتغل في مدينة بابل.

    أرسطاطاليس (أرسطو) Ἀριστοτέλης وُلد في العام 384 قبل الميلاد في مدينة ستاگيرا Στάγειρα في شبه جزيرة خلقيدية المقدونية. درس في معبد الإلهة نيت في مدينة صا الحجر في محافظة الغربية المصرية (سايس Ⲥⲁⲓⲥ)، ودرس في أكاديمية أفلوطين في بابل وأصبح تلميذًا لأفلاطون. وطور نظرية أن المادة والصورة هما أصل الكون. وفي حِقْبَة الإمبراطورية الأخمينيّة، سافر إلى العراق وسوريا حيث درس الطبّ والعلوم الطبيعية في مدينة أربيل في العراق ومدينة دمشق في سوريَا. اشتغل في مدينة أثينا.

    زينون القيطي Ζήνων ὁ Κιτιεύς وُلد في العام 334 قبل الميلاد في مدينة لارنكا (قيطعيون) في قبرص. وهو مؤسّس المدرسة الستوية للفلسفة الستوية. درس في أثينا وسافر إلى العراق وسوريا حيث درس الفلسفة في مدينة بابل في العراق ومدينة أنطاكيَة في تركيا، حيث اشتغل.

    فيثاغورث أو فيثاغورس Πυθαγόρας وُلد حوالي عام 570 قبل الميلاد في جزيرة ساموس Σάμος اليونانية. درس في العديد من الأماكن، إذ سافر إلى مصر وبلاد النهرين حيث تعلّم في معابد الكهنة المصريين وتلقى علوم البابليين. وبعد سنوات طويلة من الدراسة والسفر، عاد إلى ساموس ومن ثم استقر في كروتونا Crotone في جَنُوب إيطاليا حيث أسّس مدرسته الفلسفية والدينية التي أصبحت معروفة بالمدرسة الفيثاغورية. مدرسة فيثاغورس أسست نظاماً معقّداً من الإيمان والمعتقدات والعبادات الذي كان له تأثير كبير على الفلسفة اليونانية وأفكار العديد من الفلاسفة اللاحقين.

    العلماء و الأطبّاء

    أوقليدس (إقليدس) Εὐκλείδης وُلد في العام 325 قبل الميلاد في مدينة الإسكندرية في مصر. وهو عالم رياضيات. درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظريّة الهندسة الإقليدية.

    بَطليموس Κλαύδιος Πτολεμαῖος وُلد في العام 100 في ريف مدينة الإسكندرية في مصر. وهو عالم رياضيات وفلكي. درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظرية النظام الشمسي البطلمي.

    بُقْراط Ἱπποκράτης وُلد في العام 460 قبل الميلاد في جزيرة كوس Κῶς في اليونان. يُعتبر أبو الطب الحديث وأحد أعظم الأطباء في التاريخ. درس في مدينة الخرطوم بحري (نَپَتَا) السودانية وسافر إلى العراق وسوريا حيث درس الطب في مدينة بابل في العراق ومدينة حلب في سوريا. وطوّر نظرية الطبّ الأبقراطية. اشتغل في مدينة نَپَتَا.

    ديُسقوريدس Διοσκουρίδης وُلد في العام 40 في مدينة أناڤارزا Anavarza (أنازاربوس Ἀνάζαρβος) في كيليكيا جَنُوب تركيا. نشأ في مدينة أنطاكيَة ثمّ درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظرية الطب البيطري. عاد واشتغل في مدينة أنطاكيَة.

    جالين (جالينوس) Γαληνός وُلد في العام 130 في مدينة بيرگاما Bergama في تركيا (پيرگامون Πέργαμος). وهو طبيب درس في مكتبة الإسكندرية، وطوّر نظرية الطبّ الهليني. اشتغل في مدينة روما.

  • الأمازيغية والكردية وغيرهما من الهرطقات اللاعربية: دعاوى باطلة في الأصالة والحقوق

    الأمازيغية والكردية وغيرهما من الهرطقات اللاعربية: دعاوى باطلة في الأصالة والحقوق

    تخيّل أن يصل بلادك نازحون من بلد آخر، ثمّ تستقبلهم في بلادك بكلّ عطف لاجئين إليك، ثم يزعم هؤلاء اللاجئين أنّهم أهل البلد الأصليّين! ويستولون بزعمهم على السلطة. لا بل يقولون أنك أنت المستوطن الوافد وعليك الرحيل! هذه وقاحة، أليس كذلك؟

    هذا ما فعلته الصهيونية حين جلبن أوروپيين يهود إلى فلسطين، ثم زعمت أنهم أهل البلد الأصليين، واخترعت أساطير عن تهجير لهم، ثم استولت على السلطة، ثم اتّهمت الفلسطينيين العرب أنهم وافدون وعليهم الرحيل… وبهذا برّرت استيلاء الوافدين الأوروپيين على بيوت الفلسطينيين وأراضي الفلسطينيين وحتى تراثهم اللامادي!

    وهذا ما تكرّر فعله اليوم دعايات الأمازيغية والكردية والكمتية وغيرها من الهرطقات اللاعربية.

    صاحب الدعاية الأمازيغية يفترض أن الوافد الأوروپي وغرب الأفريقي هو من شعب واحد، دمج فيه البربر الحميريين والفنيقيين، وصنع خرافة أمة باسم الأمازيغية. ثم ادعى بوقاحة أن الوافدين اللاجئين هم أصحاب الأرض الأصليين، وأنّ العرب عليهم الرحيل! وكما الصهيونية تماماً، نسج الخرافات عن وفادة العرب بهجرة ما!

    صاحب الدعاية الكردية يفعل الفعلة ذاتها في العراق وسوريا وجنوب تركيا. مع أن الجزيرة الفراتية استقبلت الأكراد نازحين من إيران وآوتهم لاجئين، لا هم أصحاب أرض ولا حتى محلّيين! وطوال قرنين افتعلوا المجازر والتنكيل وأفعال العصابات، لتهجير أهل الأرض الأصليين والاستيلاء على ممتلكاتهم، واليوم يستولون على تاريخهم، تاريخنا.

    هؤلاء لسن أقلّيات محلّية، ولا شعوب أصلية، بل وافدون ضيوف، وعليهم احترام حقوق أصحاب الأرض، فالوافدون القلّة هم الأجانب.

  • العربفوبيا، والشعوبيّة، واللاعربيّة

    العربفوبيا، والشعوبيّة، واللاعربيّة

    العربفوبيا، والشعوبيّة، واللاعربيّة هي مصطلحات تُستخدم لوصف أنواع مختلفة من التحيّز والمواقف تجاه العرب والثقافة العربية. إليك تعريف كلّ منها:

     العربفوبيا Arabophobia 

    ومعناها الحرفي: اضطراب رُهاب العرب

    العربفوبيا هي مصطلح يُستخدم لوصف الخوف، والكراهيَة، أو التحيّز ضدّ العرب. يمكن أن يشمل هذا: الخوف أو الكراهيَة للّغة العربيّة، أو الثقافة العربيّة، أو الأديان السائدة في الدول العربيّة مثل الإسلام. العربفوبيا واحدة من أشكال ذُهان العنصريّة والتمييز الذي يمكن أن يؤدّي إلى سوء التفاهم، والإقصاء الاجتماعي، وأحيانا العنف ضدّ الأفراد العرب، سواء البدني أو اللّفظي.

    كثيراً ما تتطوّر أعراض العربفوبيا إلى الإسلامفوبيا، من باب أن العربي لا يقدر على إنتاج ديانة راقية.

     الشعوبيّة Shu’ubiyya

    الشعوبية كانت في الأصل حركة ثقافيّة وسياسيّة داخل الإسلام، دعت إلى القوميّة؛ أي رفض مفهوم الأمّة الإسلاميّة وتفضيل الهويّات الشعوبيّة على الهُوِيَّة الدينيّة. لكن، حين رأت هذه الحركة ارتباط الإسلام بسمات الهُوِيَّة العربيّة، تحوّلت إلى حركة لانتقاد العروبة نفسها وتفضيل العجم على العرب، وتشجيع الفصل بين الإسلام وسمات العروبة، وتحقير العرب.

     اللاعربيّة Anti-Arabism

    اللاعربيّة كما اللاساميّة هي موقف أو إيديولوجيّة تتضمّن التحيّز ضدّ العرب وثقافتهم وتاريخهم. هذا يشمل إنكار إنجازات الحضارة العربيّة وتقليل شأن دور العرب في التاريخ العالمي والمساهمات الثقافيّة. واللاعربيّة يمكن أن تتّخذ أشكالاً متعدّدة من التمييز، بما في ذلك التمييز العنصري والثقافي والديني ضدّ الأشخاص الذين ينتمون إلى الهويّة العربيّة أو يعبّرون عن الثقافة العربيّة.

    تتجلّى اللاعربيّة في العديد من السياقات، مثل الإعلام والسياسة والتعليم والممارسات الاجتماعيّة، حيث يُصوّر العرب بطريقة سلبيّة، وإنكار دورهم التاريخي والحالي في الحضارة الإنسانيّة.

    مقارنة مع العربفوبيا والشعوبية

    العربفوبيا تشير إلى الخوف غير المنطقي والكراهيّة أو التحيّز ضدّ العرب، وقد تتداخل مع اللاعربيّة ولكنّها تركّز أكثر على الخوف والنفور العاطفي.

    الشعوبيّة في الاستخدام الحديث، تشير إلى تفضيل الهويّات القوميّة الأخرى على حساب الهُوِيَّة العربيّة، سواء داخل المجتمعات العربيّة أو خارجها. وهي هكذا جزء من العربفوبيا.

    إنّ اللاعربية كإيديولوجية إنكاريّة تؤدّي إلى تشويه صورة العرب والتقليل من شأن مساهماتهم الثقافية والحضارية، ممّا يساهم في تغذية الصور النمطية السلبية والتمييز ضدّهم. وما يسق إليها هو اضطراب العربفوبيا.

  • العربفوبيا واللاعربية في إيران وانعكاساتها على الأقلية العربية

    العربفوبيا واللاعربية في إيران وانعكاساتها على الأقلية العربية

    ترتبط القوميّة الفارسية ارتباطاً وثيقاً بحركات العربفوبيا والاعربية. فالقوميّة الفارسية هي حركة سياسية وثقافية ظهرت مع الأسرة الپهلوية عقب الحرب العالمية الأولى، وتسعى إلى تعزيز الهُوِيَّة الفارسية والثقافة الفارسية. وغالباً ما ترتبط هذه الحركة بمشاعر العداء تجاه العرب، ممّا يؤدّي إلى ظهور حركات العربفوبيا والاعربية في إيران وبين الموالين لها.

    لتعزيز مشاعر العداء هذه، يدّعي منظّرو القومية الفارسية خرافات عن تاريخ طويل من صراع مُفترض بين الفُرس والعرب، وهي ذاتها رواية الشعوبيّة. وتروي هذه الخرافة أسطورة تقول: أنّ العرب ومنذ القرن السابع الميلادي، حكموا بلاد فارس مدة خمس قرون. وترك هذا الحكم تأثيراً عميقاً على الثقافة الفارسية، ممّا أدّى إلى ظهور مشاعر العداء تجاه العرب لدى بعض الفرس. وهكذا تدّعي خرافة القوميّين الفرس أنّ ثقافتهم مهدّدة من قبل الثقافة العربية.

    ومن حركات العربفوبيا والاعربية في إيران الملكية والجمهورية:

    – جمعية “فرهنگ” (الثقافة) السرية التي تأسّست عام ١٨٩٠، والتي كانت أوّل منظّمة تدعو إلى القومية الفارسية. وأدّت هذه الأفكار إلى ظهور مشاعر العداء تجاه العرب لدى أعضاء الجمعية، الذين كانوا يعتقدون أنّ الثقافة العربية تهديد للهوية الفارسية. إذ زعم بعض أعضاء الجمعية أنّ العرب هم “غزاة” لبلاد فارس، وأنّهم حاولوا القضاء على الثقافة الفارسية. فدعا أعضاء الجمعية إلى طرد العرب من بلاد فارس. وهاجموا الإسلام، الذي يُرى أنّه دين عربي.

    شكّل العرب آنذاك نسبة حوالي ٢٥٪ من سكّان إيران (باستثناء الأحواز التي لم تكن جزء من إيران قبل ١٩٢٥ والعرب كانوا ٨٠٪ من أهلها)

    – حركة الفدائيّين الماركسيّين-اللينينيّين (فدائيان خلق)، التي تأسّست في عام ١٩٦٥. و كانت هذه الحركة متطرّفة في موقفها من العرب، حيث كانت تدعو إلى طرد جميع العرب من إيران.

    – حركة جبهة التحرير الوطني للإيرانيّين (فليت)، التي تأسست في عام ١٩٧٩. و كانت هذه الحركة أيضاً متطرّفة في موقفها من العرب، حيث كانت تدعو إلى إنشاء دولة فارسية قومية خالية من العرب.

    – حركة المقاومة الوطنية الإيرانية (مجاهدين خلق)، التي تأسّست في عام ١٩٦٥. و كانت هذه الحركة أقل تطرفاً من الحركات السابقة، لكنّها كانت أيضاً تدعو إلى تعزيز الهُوِيَّة الفارسية والثقافة الفارسية، ممّا أدّى إلى ظهور بعض المشاعر العدائية تجاه العرب.

    وأخيراً، فإنّ ظهور حركات القوميّة العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين أدّى دوراً في ظهور حركات العربفوبيا وأفكار الاعربية في إيران. فأدّت هذه الحركات إلى تصاعد الشعور العربي القومي في المنطقة، ممّا أثار مخاوف بعض الفرس من أن تصبح بلاد فارس جزء من العالم العربي.

    ولم تزل حركات العربفوبيا والاعربية في إيران مصدر للقلق بالنسبة للعديد من العرب. إذ وبالرغم من ضمّ الأحواز العربية إلى إيران، غير أنّ مجموع العرب لا يشكّل أكثر من ١٠٪ من سكّان جمهورية إيران الإسلامية المعاصرة، انخفاض كبير عمّ كانت عليه قبل مئة عام.

    لحركات العربفوبيا واللاعربية في إيران تأثير كبير على انخفاض أعداد العرب من سكّان الجمهورية الإيرانية المعاصرة. فهذه الحركات تروّج لأفكار عنصرية وتمييزية ضدّ العرب، ممّا يخلق جوّاً من الكراهيَة والعداء تجاههم. وهذا الجو من الكراهيَة والعداء يؤدي إلى هجرة العرب من إيران أو اندماجهم في الثقافة الفارسية.

    إذ تروّج حركات العربفوبيا واللاعربية في إيران لخرافة أنّ العرب هم “غزاة” أو “خطر” على الثقافة الفارسية. وهذا يؤدّي إلى خلق جو من الكراهيَة والعداء تجاه العرب، ممّا يدفع بعض العرب إلى الهجرة من إيران بحثاً عن بيئة أكثر أماناً.

    وتحاول حركات العربفوبيا واللاعربية في إيران فرض الثقافة الفارسية على العرب، ممّا يدفع بعض العرب إلى الاندماج في الثقافة الفارسية. وهذا الاندماج يؤدّي إلى فقدان العرب لهويّتهم العربية، ممّا يساهم في انخفاض عددهم في إيران.

    في عام ١٩٧٩، اندلعت انتفاضة في منطقة الأحواز العربية، حيث طالب العرب بحقّهم في تقرير المصير. وقامت الحكومة الإيرانية بقمع هذه الانتفاضة بقسوة، ممّا أدى إلى هجرة العديد من العرب من الأحواز.

    في عام ١٩٨٠، اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، حيث دعمت الحكومة الإيرانية الفصائل العربية والكردية التي كانت تقاتل ضدّ الحكومة العراقية. وقامت هذه الفصائل بارتكاب جرائم ضدّ المدنيين العرب، ممّا أدّى إلى هجرة العديد من العرب من إيران.

    في السنوات الأخيرة، تعرضت الأقلية العربية في إيران لحملة من القمع من قبل الحكومة الإيرانية. وأدّت هذه الحملة إلى هجرة العديد من العرب من إيران.

    انتهجت الحكومة الإيرانية سياسات تمييزية ضدّ العرب، مما أدّى إلى هجرة بعض العرب من إيران أو اندماجهم في الثقافة الفارسية. ففي القرن التاسع عشر، فرضت الحكومة الإيرانية قيوداً على حرية العرب في التعليم والعمل والسفر. وفي القرن العشرين، استمرّت الحكومة الإيرانية في التمييز ضدّ العرب، مما أدّى إلى هجرة بعض العرب من إيران أو اندماجهم في الثقافة الفارسية.

    هناك عدة أسباب لانخفاض نسبة العرب من سكّان الجمهورية الإيرانية المعاصرة خلال مئة عام، إذ هاجرت أعداد كبيرة من العرب من إيران إلى دول عربية أخرى، وذلك بحثاً عن فرص عمل أفضل أو هربًا من القمع السياسي. وانتهجت الحكومة الإيرانية سياسات تمييزية ضدّ العرب، مما أدّى إلى هجرة بعض العرب من إيران أو اندماجهم في الثقافة الفارسية.

    عموماً، يمكن القول أنّ حركات العربفوبيا واللاعربية في إيران تشكّل تهديداً شديد الْخَطَر على الأقلّية العربية في إيران.

  • الخوف من تكرار الربيع العربي: لماذا تدعم أوروبا حركات مناهضة للعرب؟

    الخوف من تكرار الربيع العربي: لماذا تدعم أوروبا حركات مناهضة للعرب؟

    ما هو سبب تحمّس القِوَى الأوروپية في العقد الأخير لزيادة دعم حركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربية؟ والخوف من الربيع العربي؟

    هناك العديد من التجارِب التي تشبه حالة العربوفوبيّين في التاريخ القريب والبعيد. تشترك هذه التجارِب مع حالة العربوفوبيّين المعاصرين في البلاد العربية في أنّها تستند إلى الخوف من الآخر، وغالباً ما تؤدّي إلى أعمال عنف أو تمييز.

    مثلاً، بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر، شهدت الولايات المتّحدة موجة من المشاعر المعادية للعرب. إذ تمّ استهداف العرب والمسلمين في أعمال عنف، وقُدّموا بشكل سلبي في وسائل الإعلام. كذلك، بعد الربيع العربي، شهدت أوروپا موجة من المشاعر المعادية للعرب. استُهدف العرب والمسلمين في أعمال عنف، وقُدّموا بشكل سلبي في وسائل الإعلام.

    وكان هناك عدّة أسباب للمشاعر المعادية للعرب في أوروپا بعد الربيع العربي، منها مثلاً الخوف من الإسلام، إذ كان الربيع العربي مدعوماً أحياناً من قبل العديد من الجماعات الإسلامية، ممّا أدّى إلى زيادة الخوف من الإسلام في أوروپا. وقد غذّى هذا الخوف خطاب الكراهيَة ضدّ المسلمين، والذي غالباً ما كان يستهدف العرب بشكل خاص.

    كذلك، أدّى الربيع العربي إلى موجة من الهجرة\النزوح إلى أوروپا، ممّا أدى إلى زيادة الخوف من المهاجرين في أوروپا. وقد غذّى هذا الخوف خطاب الكراهيَة ضدّ المهاجرين، والذي غالباً ما كان يستهدف العرب بشكل خاص.

    فضلاً على ذلك، لعب الخطاب السياسي والدعاية دوراً مهمّاً في تأجيج المشاعر المعادية للعرب في أوروپا. فقد استخدمت بعض الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام خطاب الكراهيَة ضدّ العرب والمسلمين، ممّا ساهم في زيادة هذه المشاعر. على سبيل المثال، استخدم حزب البديل للديمقراطية في ألمانيا خطاب الكراهيَة ضدّ العرب والمسلمين، ممّا ساهم في زيادة المشاعر المعادية للعرب في ألمانيا.

    من المهمّ أن نتذكّر أنّ المشاعر المعادية للعرب ليست شيئاً جديداً في أوروپا. فقد كانت هذه المشاعر موجودة طيلة قرون، وقد ظهرت في موجات متتالية. ومع ذلك، فإنّ الربيع العربي قد أدّى إلى زيادة هذه المشاعر، ممّا أدّى إلى تفاقم مشكلة العنصرية والتمييز في أوروپا. وإلى تحمّس القِوَى الأوروپية لزيادة دعم حركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربي، لمقاومة تكرار ظروف مشابهة لأحداث الربيع العربي.

    المشاعر المعادية للعرب ليست شيئاً جديداً في أوروپا، بل هي موجودة منذ قرون. وقد ظهرت هذه المشاعر في موجات متتالية، كلّ موجة كانت أقوى من سابقتها.

    كان الربيع العربي بمنزلة الدافع لزيادة هذه المشاعر، حيث ربطت بعض وسائل الإعلام الأوروپية والشخصيّات السياسية هذه الأحداث بالإرهاب والدين الإسلامي. وقد أدّت هذه الأفكار إلى تفاقم مشكلة العنصرية والتمييز في أوروپا، حيث تعرّض العرب لمضايقات وجرائم عنصرية في العديد من البلدان الأوروپية.

    ثمّ أنّ الربيع العربي قد أدّى إلى زيادة دعم حركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربية. إذ رأت (وروّجت) هذه الحركات أنّ الربيع العربي كان مؤامرة غربيّة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة العربية. وقد تلقّت هذه الحركات دعماً من بعض الدول الأوروپية، التي تسعى إلى مقاومة تكرار ظروف مشابهة لأحداث الربيع العربي.

    من المهمّ أن نتذكّر أن المشاعر المعادية للعرب ليست مبرَّرة، وأنّ العرب هم مواطنين مثل أي مواطن آخر، يستحقّون الاحترام والتقدير. وهو إلى ذلك من المهمّ أن نتذكّر أنّ الربيع العربي كان ثورة شعبية تهدف إلى تحقيق الديمقراطية والحرّية في المنطقة العربية.

    وعلى هذا فإنّ دعم بعض الدول الأوروپية لحركات العربفوبيا واللاعربية في البلدان العربية يرجع لعدة أسباب منها:

    • خوف هذه الدول الأوروپية من انتشار أفكار الربيع العربي والثورات الشعبية إلى بلدانها، فتسعى إلى دعم حركات مناهضة لهذه الأفكار.
    • رغبة هذه الدول الأوروپية في الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، والتي قد تتضرّر بانتشار الديمقراطية.
    • تبنّي بعض الأحزاب والشخصيّات اليمينية المتطرّفة في أوروپا خطاباً عربفوبياً ومناهضاً للإسلام، ممّا يدفع حكوماتها لدعم من يحمل نفس الأفكار.
    • التحالف الاستراتيجي بين بعض الدول الأوروپية وأنظمة عربية مستبدّة، ممّا يدفعها لدعم حركات مناهضة للتغيير الديمقراطي.
    • استغلال بعض الدول الأوروپية للمخاوف من الهجرة والإرهاب لدفع الرأي العام نحو دعم حركات مناهضة للعرب والمسلمين.

    ويأتي هذا الدعم الأوروپي لحركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربية في أشكال مختلفة كالدعم المالي والسياسي والعسكري وتقديم المساعدات اللّوجستية والتدريبية. في شكل نراه واضحاً في دعم بعض المنظّمات الأوروپية لحركات قومية مبتدعة في مصر وبلاد المغرب العربي.

  • كيف نتفاعل مع كارهي العرب على السوشلميديا

    كيف نتفاعل مع كارهي العرب على السوشلميديا

    أحياناً تصادف في التعليقات تعليقاً من شخص جاهل يعاني من الغرور المعرفي. وهذه المتلازمة ملازمة لأهل العربفوبيا واللاعربية.

    أعتقد أنّه من الأفضل ألّا نقول شيئاً لمثل هؤلاء الأشخاص. فالجهل والغرور صفتان مزدوجتان لا يمكن كسرهما بالكلام. بدلاً من ذلك، يجب علينا أن نكون قدوة حسنة بالعلم والتواضع، وأن نساعد الآخرين بلطف وصبر. فالحكمة تأتي من الممارسة والتجربة، لا من النقاشات. علينا أن نركّز طاقتنا على مساعدة من يرغبون في التعلّم بدلاً من إضاعة وقتنا مع من لا يريدون ذلك.

    ويقصد علم النفس بالغرور المعرفي الميل إلى المبالغة في تقييم المعارف والقدرات الذاتية، والاعتقاد الخاطئ بامتلاك مستوى عال من الكفاءة والخبرة في مجال ما، مع عدم الاستعداد لتقبّل وجهات النظر الأخرى والانفتاح على أفكار جديدة قد تصحّح هذا التصوّر المغالى فيه.

    وبذلك يجمع هذا التعريف بين عناصر الغرور والتفكير المغلق وانعدام الوعي بالذات التي تميّز شخصية المغرور معرفياً.

    في الأدب العربي يمكن وصف هذا الشخص بأنه:

    • جاهل: لا يمتلك المعرفة والفهم الكافيين في مجال ما.
    • مغرور: يظن أنه يمتلك المعرفة والفهم الكافيين في حين ليس كذلك.
    • منغلق: لا يرغب في تعلم أشياء جديدة أو تصحيح فهمه الخاطئ.
    • متعالي: ينظر للآخرين من منطلق الاستعلاء وكأنه أعلم منهم.
    • غير قابل للنقد: لا يقبل النقد أو النصح ويرفض الاعتراف بجهله.
    • جامد: لا يطور معارفه ولا يوسع آفاقه الفكرية.

    إذاً الجهل والغرور والتعالي وعدم الانفتاح على المعرفة هي السمات الرئيسية لشخصية العربفوبي واللاعربي.

    من منظور علم النفس وعلم الاجتماع، يمكن تعريف العربفوبي على النحو التالي:

    • يعاني من التفكير المغلق Closed-mindedness: وهو ميل الفرد إلى رفض وجهات نظر مخالفة لمعتقداته، وعدم الانفتاح على أفكار جديدة.
    • يعاني من الغرور الزائف Hubris: وهو شعور مبالغ فيه بالثقة الزائدة بالنفس والاعتقاد الخاطئ بتفوّق المعرفة الشخصية.
    • يعاني من انعدام الوعي بالذات Lack of self-awareness: عدم القدرة على التقييم الدقيق للذات ونقاط القوة والضعف الشخصية.
    • يعاني من التأكيد الزائد على الذات Self-enhancement: الميل إلى التركيز على جوانب القوّة وتجاهل نِقَاط الضعف للحفاظ على تقدير الذات.
    • يعاني من انخفاض مستوى النضج المعرفي Low cognitive maturity: عدم القدرة على التفكير المجرد وتقييم الأفكار بموضوعية.

    فالعربفوبي إذاً يجمع بين عدّة اضطرابات نفسية ومعرفيّة تؤدي إلى تشوّه نظرته لذاته وللمعرفة.

  • خيمة البدوي أم قصر الملك: هل العمارة هي المقياس الحقيقي للحضارة؟

    خيمة البدوي أم قصر الملك: هل العمارة هي المقياس الحقيقي للحضارة؟

    يهاجمك العربفوبيّين دائماً بأنّ العرب ما كانت لهم حضارة قبل الإسلام، محتجّين بأنّ شبه جزيرة العرب تخلو من آثار عمرانية تسبق حِقْبَة الحكم الروماني لبعض بلاد العرب، ويقولون أنّ شعباً بجمل وخيمة لا ينتج حضارة! ومع أنّني أرفض هذا البيان بالمطلق، لكثرة الآثار العمرانية القديمة في جزيرة العرب. لكن، أحبّ اليوم أن أناقش هذه الفكرة الغبيّة التي تربط “الحضارة” بـ”العمارة”. وتسعدني مساهمتك في هذا النقاش في التعليقات.

    العمارة والآثار هما من أبرز العناصر التي تُظهر تاريخ وحضارة المجتمعات المختلفة عبر العصور، ويمكن للنقاش حول ما إذا كانتا تمثّلان مظهراً من مظاهر التقدّم الحضاري أن يتّخذ أبعاداً متعدّدة، تشمل الجوانب الفنية والاجتماعية والاقتصادية والتقنية.

    في وجهة النظر الأولى: العمارة كمؤشر على التقدم الحضاري. يرى أنصار هذا الرأي أنّ العمارة تعبّر عن:

    • الابتكار والإبداع: حيث تُظهر الأساليب المعمارية القدرة الإبداعية للمجتمعات في توظيف الموارد المتاحة وتسخيرها لخدمة احتياجاتها.
    • التطوّر التقني: إذ يتطلّب بناء الهياكل الضخمة والمعقّدة تطوير تقنيّات ومواد بناء جديدة، ممّا يدل على مستوى معيّن من التقدّم التكنولوجي.
    • الازدهار الاقتصادي: فإنشاء المباني الضخمة والفخمة يستلزم موارد مالية هائلة، مما يُظهر الاستقرار الاقتصادي.
    • التنظيم الاجتماعي: إذ تدلّ القدرة على إدارة وتنفيذ مشروعات عمرانية كبرى على مستوى معيّن من التطوّر الإداري والحكومي.

    في وجهة النظر الثانية: العمارة ليست المؤشّر الوحيد للتقدّم. يرى أصحاب هذا الرأي علامات التقدّم الحضاري في:

    • التقدّم الفكري والثقافي: قد يرتبط التقدّم الحضاري بدرجة أكبر بالفلسفة والآداب والعلوم والفنون. وهذه يقدر عليها رحّال في خيمة.
    • التطوّر الأخلاقي والقانوني: حيث إنّ القوانين والأعراف الأخلاقية المتقدّمة قد تُظهر تطوراً حضارياً أكثر من المنشآت. وهذه يقدر عليها رحّال في خيمة.
    • الاستدامة البيئية: فالحضارات التي تعايشت مع البيئة بشكل مستدام قد تعدّ أكثر تقدّماً من تلك التي خلّفت آثاراً عمرانية أضرّت بالبيئة. وهذه يتفوّق فيها رحّال في خيمة.
    • التقدّم الاجتماعي: حيث يمكن قياس التقدّم الحضاري بواسطة مدى تحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والحريّات. وهذه يقدر عليها رحّال في خيمة.

    بالخلاصة:

    تُعدّ العمارة والآثار عناصر بالغة الأهمّية لفهم التاريخ البشري وتطوّر الحضارات، إلّا أنّها مجرّد جانب واحد من جوانب عدّة؛ تشكّل معادلة التقدّم الحضاري. فهذا التقدّم مفهوم شامل ومتعدّد الأبعاد، يمكن قياسه بمعايير مختلفة، منها التقنيّة والاقتصاد والمجتمع والثقافة والفكر والأخلاق. فالكثير من “حضارات” اليوم تستورد قدرات غيرها لإنشاء العمارات العملاقة والمشاريع العمرانية الضخمة، غير أنّها ليست فعلاً من منجزاتها، ولو أنّها باقية آثار في أرضها… كما فعلت روما قديماً حين استوردت معمارياً عربياً من دمشق لإعادة تصميم المدينة، ولم تزل تفخر إلى اليوم بأحد أعظم منجزاته؛ الپانَثيون.

    وعلى هذا، العمارة كمؤشّر على التقدّم قد تكون مظهراً مهمّاً، غير أنّها ليست كافية بمفردها، وينبغي النظر إلى التقدم الحضاري كمفهوم متعدّد الأوجه. فالمجتمعات التي تحقّق التوازن بين الجوانب المادية والمعنوية، مع احترام البيئة وترسيخ العدالة، هي الأكثر تقدّماً بمعنى شامل. ويكمن التحدّي إذاً في تحقيق هذا التقدّم المستدام في كافة أبعاد الحضارة الإنسانية.

    شخصياً، لا أعتقد أنّ العمارة والآثار العمرانية مؤشّر حقيقي على الحضارة في التاريخ الإنساني. إنّما الفلسفة هي أوّلاً أبرز الدلائل التي تساعدني على تقييم ثقافة لمنحها صفة حضارة. الفلسفة تعني وجود نقاش فكري حقيقي وتعني وجود هيكلية علمية وبدن واعي في مجتمع متقدّم، على المستوى الأخلاقي والمعرفي.

    في الصورة إبريق سوري بديع من الخزف مصنوع على شكل ثور بإبداع رائع عمره حوالي ٣٤٠٠ سنة… والحقيقة أنّ هذا الإبريق صناعة جماعة كان اسمهم شعب المارليك أو المَرلِك أو المرلق، وهتي الجماعة كانت شعب بدوي رحّال باستمرار في المنطقة ما بين گيلان على ساحل البحر الطبري والساحل السوري عبر الجزيرة وإيلام. لكنّ هذا الشعب أبدع بصناعة الخزف ووصل إلى مستوى الخزف الصُّلْب الذي نعرفه اليوم… قبل أربع آلاف سنة… في الواقع المَرلِك أحد الأدلّة على أنّ الشعوب ليست بحاجة استقرار وعمارة لتطوير صناعات متطوّرة تبيعها للناس في كلّ مكان.

    الإبريق ارتفاعه 21 سم وعرضه 25 سم. والقطعة سرقتها فرنسا من الساحل السوري ومعروضة في متحف اللّوڤر في پاريس.