التصنيف: عرب العالم

  • الأندلس: جريمة إبادة جماعية ضدّ العرب

    الأندلس: جريمة إبادة جماعية ضدّ العرب

    لا يثير العرب مسألة الأندلس بكاء على مُلك إسلامي ضاع، إنّما في المسألة مظلمة إنسانية مسكوت عنها.

    ماذا لو اعترفت إسپانيا القرن 13 بالمسلمين واليهود والعرب إحدى مكوّنات الشعب الإسپاني ولم تطرد العرب عن إبيريا بالقانون، حتى بعد قرنين من تحوّلهم إلى المسيحية؟

    هذه جريمة إنسانية ارتكبتها إسپانيا في حق إحدى شعوب شبه الجزيرة الإبيرية، ومن الخطأ في حقّها أساساً أن يُضطر المسلمون واليهود أو العرب للاستعانة بقوات إمبراطوريّة ما للمحافظة على وجودهم في بيوتهم ومدنهم وأراضيهم…

    عاش المسيحيّون 15 قرن في البلاد العربية الإسلامية ما اضطرّوا فيها مرّة إلى طلب الحماية من أيّ قوّة أجنبية، ولا اضطرّوا إلى حماية وجودهم بتكوين إمارات مستقلّة للمسيحيّين فقط. حتى حين حضر الصليبيون إلى المشرق، استنكر المسيحيون المشرقيون فعائلهم، ونالهم من الصليبيين مجازر كثيرة، دفعتهم للهرب والنزوح إلى قلبيريّة (كالابريا) وصقلية. حيث الصليبيين واستثماراتهم ممنوعين.

    لكن في إبيريا. ادّعى القوط الغربيون أنهم أصحاب الأرض الأصليّين، وزعموا أنهم يريدون بناء دولة مسيحية شديدة النقاء. فقاموا على أساس قومي بطرد كل من يمنع تحقيق “التجانس” وفق الرؤية القوطية الكاثوليكية، حتى لو تحوّل إلى المسيحية الكاثوليكية، وحتى حين مضى على تنصّره أجيال في قرنين من الزمن.

    من وُسم بالموريسكي في إبيريا القرن 16 كان مواطناً إبيرياً من حقّه البقاء والحياة في وطنه إبيريا. حتى لو خالفت معتقداته وعاداته تقاليد الدولة في عهده. لذا، فما حدث في إسپانيا القرن 16 هو جريمة إبادة جماعية فظيعة، لم يقدر العرب على نسيانها حتى بعد خمس قرون!

    الصورة للرسّام الموريسكي خوان الباريخي Juan de Pareja. وُلد عبداً في أنتقيرة في إسپانيا وروى كيف استرقّ القشتاليون أهله في مالقة فمنع صك عبوديّتهم طردهم عن إبيريا. ثم وُلد خوان عبداً سنة 1606 ثم درّسه مالكه الرسم واشتغل في هذه الحرفة حتى وفاته.

  • العربفوبيا في الولايات المتحدة الأميركية

    العربفوبيا في الولايات المتحدة الأميركية

    لحركات الـ #عربفوبيا والـ #لاعربية آثار سيّئة على المجتمع العربي والمجتمع الإنساني كلّه:

    مثلاً، تؤدّي إلى شعور العرب بالتهميش والإقصاء، ممّا قد يؤدّي إلى زعزعة استقرار المجتمعات العربية وزيادة التوتّرات الاجتماعية. كما تخلق جوّاً من الكراهيَة والعنف ضدّ العرب، ممّا قد يسوق إلى أعمال العنف والإرهاب. كذلك تعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات العربيّة، حيث تمنع الاستثمارات الأجنبية والتبادل الثقافي.

    كذلك تؤدّي إلى مزيد من الانقسام والتعصّب بين المجتمعات، ممّا قد يؤدّي إلى الحروب والصراعات. كما تمنع التبادل الثقافي والحضاري بين المجتمعات، ممّا يحدّ من التقدّم الإنساني. بالإضافة إلى أنّها تعزّز ثقافة الكراهيَة والعنف، ممّا يهدد السلام والأمن العالميّين.

    في الولايات المتحدة الأمريكية مثلاً، وبسبب العربفوبيا واللاعربيّة، تواجه الجالية العربية تمييزاً في جميع المجالات، بما في ذلك التعليم والعمل والسكن. أمّا في أوروپا، فتتعرّض الجاليات العربية لهجمات عنصرية وكراهية. وحتّى في الشرق الأوسط، أدّت العربفوبيا إلى تصاعد الصراعات الطائفية والسياسية. وفي الجزائر تسوق اللاعربيّة إلى المزيد من الانقسامات في المجتمع الجزائري، ما يمنع تركيز المواطنين على التقدّم وازدهار البلد.

    من المهمّ أن ندرك أنّ العربفوبيا واللاعربيّة هما شكلان من أشكال العنصرية والتمييز، وهما تهديد للمجتمع العربي والمجتمع الإنساني كليًّا. فيجب علينا جميعاً أن نكافح ضدّ هذه الظواهر السلبيّة، وأن نسعى إلى بناء عالم يسوده السلام والتفاهم بين جميع الشعوب.

  • كيف سقطت غرناطة

    كيف سقطت غرناطة

    في مثل اليوم 2 كانون الثاني يناير من سنة 1492 انتهى في غرناطة حكم العرب وانتقلت أسرة بنو نصر منفية إلى فاس في المغرب. وأعتب على من يلوم العثمانيّين على “سقوط غرناطة” في حين الواقع أنّ إزالة حكم المسلمين فيها كان بموجب رضى من الخلافة العبّاسيّة في القاهرة، واتّفاق مع سلطنة المماليك فيها.

    في الصورة أدناه مقطع من الخطّ الزمني لأحداث الشرق الأوسط، وتظهر فيها الحرب العثمانيّة-المملوكيّة، والتي على غير ما يُعتقد، بدأت سنة 1485 وانتهت سنة 1517 بانتصار العثمانيّة وإزالة السلطنة المملوكيّة من الوجود. ونلاحظ على هذا الخطّ الزمني أهمّ التفاصيل: استيلاء المماليك الجركس على الحكم في القاهرة سنة 1382. اندلاع أوّل حرب مملوكية-عثمانية سنة 1485 والتحالف المملوكي-الإسپاني في نفس السنة. ثمّ، نهاية إمارة غرناطة النصريّة في نهاية هذه الحرب الأولى سنة 1492.

    الخطّ الزمني للحرب العثمانية-المملوكيّة 1485-1517
    الخطّ الزمني للحرب العثمانية-المملوكيّة 1485-1517

    وللردّ على التحالف المملوكي-الإسپاني، تحالفت السلطنة العثمانيّة مع إمارة النصريّين في غرناطة، التي قبلت بنشر قوّات عثمانية في غرناطة. وفي ذات الوقت سعى النصريّين للخلاص من الهيمنة القشتالية، والتحوّل عن وعود حماية مغربيّة لن تتحقّق، فتأمّلوا ضمان الاستقلال بحماية عثمانيّة. غير أنّ القوّات الإسپانيّة نجحت بإسقاط غرناطة قبل وصول القوّات العثمانيّة، التي أعاقتها القوّات البحريّة المملوكيّة وأخّرت وصولها.

    هذه الخارطة هنا هي لإمارة غرناطة سنة إعلانها 1230 وقبل خسارة قرطبة وإشبيلية وبَلَنْسِيَة. وأنصحك اليوم بقراءة ثلاث من تدويناتي. الأولى في تفاصيل {حرب المماليك والعثمانيين ونهاية إمارة غرناطة} والثانية هي تدوينة {پروپگندا سقوط الأندلس} التي أتحدّث فيها باختزال عن تاريخ سقوط الأندلس كلّها. والثالثة هي تدوينة {عبد العزيز بن موسى ملك القوط الغربيّين} التي أتحدّث فيها عن پروپگندا فتح الأندلس.

    حرب المماليك والعثمانيين ونهاية إمارة غرناطة

    پروپگندا سقوط الأندلس

    عبد العزيز بن موسى ملك القوط الغربيين

    ومن المهمّ أن نتذكّر أن سقوط غرناطة ما كان مجرّد سقوط حكم إسلامي في إبيريا، إنّما كان إبادة جماعية وتطهير عرقي نال مجتمعاً أوروپيّاً، انتهى بإكراه الناس على تغيير أديانها وهويّاتها الثقافيّة، وطرد الطوائف التي خالفت طائفة الحكم من بلادها. وفي منظوري، لا تختلف فعائل القشتاليّين عمّا فعله هيتلر في النصف الأوّل من القرن العشرين.

  • حكاية أوّل تَرْجَمَة تركيّة كاملة للقرآن الكريم

    حكاية أوّل تَرْجَمَة تركيّة كاملة للقرآن الكريم

    صانع الفكر الإسلامي الاجتماعي الأوزبكستاني المعاصر، من عرب قازاقستان، ومن رموز النضال القومي التركستاني في المهجر.

    قبل سنة 1956 لم يعرف أتراك تركستان قرآن بغير اللّغة العربيّة، وكان على مسلمي إمارة بخارى والدول المحيطة تعلّم اللّغة العربيّة إذا أرادوا قراءة القرآن. وفعلاً، كان التعليم في الطفولة يبدأ بتعلّم قراءة القرآن باللّغة العربيّة، ثمّ ينتقل الطالب إلى المدارس بتخصّصات مختلفة. وهكذا، كان يندر أن تجد في بلاد تركستان (وبالأخص أوزبكستان) شخصاً لا يفهم العربيّة، سواء أكانت لغة بيته هي التركيّة أو الفارسيّة أو غيرها. وهي حالة تشبه علاقتنا اليوم باللّغة الإنگليزيّة. لكن، مع إضفاء لمسة القدسيّة على تداول العربيّة.

    بعد أن احتلّ الروس إمارة بخارى سنة 1917 غيّروا اسمها إلى تركستان الروسيّة (تمييزاً عن تركستان الصينيّة)، ثمّ إلى تركستان السوڤيتيّة (جمهوريّة بخارى الشعبيّة السوڤيتيّة) ثمّ قسّمنها خمس دول. واجتهد البلاشفة من عهدهم الأوّل في منع تعليم اللّغة العربيّة والتضييق عليها، حتّى وصلت الأمور في بعض الأحيان إلى هدم البيت الذي يُعثر فيه على كتب تعليم اللّغة أو الخطّ العربيّ. وكانت بعض القرى قد حافظت على مدارس سرّيّة لتعليم لغة القرآن في أقبية أو جدران البيوت الريفيّة. 

    وبهذا التضييق نشأت أجيال من المسلمين الأتراك بعيدة عن القرآن ونصوصه، فالمصاحف في بيوتهم باللّغة العربيّة وتعليمها ممنوع. هذا إلى جانب حرمان الجالية البخارية التركستانية في البلاد غير العربية من تعلّم اللّغة العربيّة في مدارسها، فصاروا في عزلة تراثيّة عن معتقدات آبائهم وعادات مجتمعاتهم البخاريّة.

    لحلّ هذه المشكلة قام السيّد {محمود بن نذير الطرازي الحسيني المدني} بترجمة القرآن إلى اللّغة التركستانيّة (الأوزبكيّة) وطبع النسخة الأولى منها سنة 1956 في مومباي في الهند في ستّ مجلّدات، لمصلحة الجالية البخاريّة في هذا البلد، وهرّبها إلى تركستان. وتضمّنت التَّرْجَمَةً كذلك ترجمة التفسير (الحواشي). ثمّ طبع منه نسخ إضافيّة في كراتشي وفي المدينة المنوّرة وفي جدّة وفي الدوحة وفي إسطنبول. وكان يعمل على تسريب هذه الطبعات إلى تركستان بواسطة إهدائها إلى شخصيّات دينيّة وإلى مستشرقين روس وأوزبك من جمهورية أوزبكستان الاشتراكيّة السوڤيتيّة.

    غلاف طبعة بومبي في الهند للقرآن الكريم مترجم ومحشّى باللغة التركستانية
    غلاف طبعة بومبي في الهند للقرآن الكريم مترجم ومحشّى باللغة التركستانية

    وعلى الرغم من الملاحقة الجنائيّة لتوزيع مطبوعات الطرازي في دول تركستان، لوجودها الممنوع في البلاد، غير أنّ تَرْجَمَة القرآن التي كتبها الطرازي صارت تظهر ومن بداية ثمانينيّات القرن 20 بشكل غير قانوني في أسواق الجمعة في قوقند وطشقند وسمرقند وبخارى، وخاصّة الجزء الثلاثين من القرآن. وكانت على أجزاء بسبب ارتفاع كلفة النسخة الكاملة من المصحف الشريف في العهد السوڤييتي. ثمّ سنة 1991 احتفل الأوزبك باستقلالهم عن الاتّحاد السوڤييتي بتوزيع نسخ مجّانية بالآلاف من تَرْجَمَة الطرازي للقرآن الكريم وغيرها من الكتب الإسلاميّة. ورُفع حظر التداول عنها بشكل قانوني سنة 1993 فصارت تملأ البازارات بشكل علني. (~فيليپ خُسنُتدينڤ (حسن الدين)، طالب دكتوراه في معهد البيروني للدراسات الشرقي في طشقند، أوزبكستان).

    بعد أن أتمّ تَرْجَمَة القرآن إلى التركستانية (الأوزبكيّة) ترجم العديد من الكتب الإسلاميّة العربيّة إلى التركستانية كذلك، وألّف العديد من الكتب بالتركستانيّة والفارسيّة؛ التي كان منها كتاب {حالات مسمانان ترکستان بعد از انقلاب بولشویکان 1918م} أي تركستان للتركستانيّين بعد الثورة الشيوعيّة  1918م. وكانت مجموعة منشورات تدعوا إلى الثورة على الحكم الشيوعي السوڤييتي وإسقاطه. ولهذه الغاية أقام فترة في ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية، حين تأسّست الإدارة الدينيّة للجنة الوحدة القوميّة التركستانيّة فيها، وعيّنته المفتي الأكبر للتركستان القوميّة. ولجنة الوحدة القوميّة التركستانيّة كانت منظمة تركستانيّة (بخاريّة) تناضل لأجل تركستان موحّدة، حرّة من الاحتلال السوڤييتي، وتنادي العالم الإسلامي لدعم هذا النضال.

    قامت دار الإيمان بصناعة نسخة حديثة وقامت مكتبة الوقفية التابعة لمكتب الروضة للدعوة والإرشاد بالرياض بتصويرها، ويمكن سحبها كاملة من هنا  

    قامت دار الإيمان بصناعة نسخة حديثة وقامت مكتبة الوقفية التابعة لمكتب الروضة للدعوة والإرشاد بالرياض بتصويرها، ويمكن سحبها كاملة من هنا  

    وكان مئات الآلاف من التركستانيّين قد نزحوا عن بلادهم إلى الشرق الأوسط، ما بين سنوات 1917-1922، ونشأت منهم جاليات ملحوظة في پاكستان والهند وتركيا والحجاز وفلسطين وعموم بلاد الشام. ومن هؤلاء كان السيّد {محمود بن نذير الطرازي الحسيني المدني}، أحد عرب تركستان، الذي نزح بداية إلى بومباي. وكان السيّد محمود الطرازي قد وُلد حوالي سنة 1895 في مدينة {أوليا آته} (عرش الأولياء) العربيّة، وهي اليوم جَنُوب قازاقستان. وتوفّى سنة 1991 في المدينة المنوّرة.

    صورة مرمّمة للسيّد {محمود بن نذير الطرازي الحسيني المدني} التركستاني
    صورة مرمّمة للسيّد {محمود بن نذير الطرازي الحسيني المدني} التركستاني

    ومن نسب السيّد {محمود بن نذير الطرازي الحسيني المدني} نجد في مصر الأستاذ الدكتور {نصر الله مبشّر الطرازي الحسيني} خبير المخطوطات بدار الكتب المصريّة وأستاذ اللّغات الشرقية بالجامعات المصريّة. وهو ابن الخطيب {مبشّر الطرازي الحسيني المدني} الذي أعاد طابا لمصر، ودرّس العديد من الأجيال المصريّة قبل وفاته سنة 1977. وكان قد شكّل في شبابه اتّحاد الطلبة التركستانيّين سنة 1917 في مقاومة للأنشطة الشيوعيّة في البلد. ثمّ اعتقلته موسكو وصادرت مؤلّفاته التركيّة والفارسيّة والعربيّة وسجنته لعدّة سنوات. وخرج واستمرّ في أنشطة المقاومة حتّى سنة 1949 حين انتقل للإقامة في المملكة المصريّة، بعد أن دعاه الملك فاروق، ثمّ منحه جمال عبد الناصر الجنسيّة المصريّة لكثرة أفضاله في مصر، ولم يزل أولاده إلى اليوم من مواطنيّ الجمهوريّة المصريّة، ومنهم الدكتور {نصر الله الطرازي}.

  • عرب قشقداريا

    عرب قشقداريا

    في ولاية قشقداريا الأوزبكستانية، وحيث يعيش العرب مذ عشرات القرون، قامت حكومة جمهوريّة أوزبكستان سنة 1991 بتأسيس المركز الثقافي الوطني العربي Arab milliy madaniy markazi، منهية بذلك لعقود من الاضطهاد والتهميش في العهد السوڤييتي الروسي.

    اليوم يعيش العرب في أوزبكستان أحرار بتراثهم ولغتهم وعاداتهم، مع أنّ من تبقّى فعلاً في البلاد هو حوالي 0,3٪ ممّن كان من العرب الأوزبك قبل الاحتلال الروسي، أي ثلاثة بالألف فقط بعد أن هجّرت سلطات الاحتلال الأغلبيّة إلى أوكرانيا وغيرها من مناطق روسيا.

    يعود الفضل فعلاً بإنشاء المركز الثقافي الوطني العربي في أوزبكستان إلى تبرّعات وجهود رجل أعمال عربي-أوزبكي ناجح اسمه {مُراد الله سعيد} Saidov Murodullo، الذي توفّى سنة 2009، بعد أن قاد مشروعاً زراعيّاً رائداً باسم جيناو Jaynov على اسم قريته العربيّة في قشقداريا. واستطاع مُراد الله النهوض بمشروعه الزراعي الكبير ليكون الأكثر تقدّماً في أوزبكستان.

    يحتوي المتحف العربي في جيناو على ورشات تصنع أشياء جلبها العرب إلى أوزبكستان، كصناعة السجّاد بالطريقة التقليدية القديمة، والخبز المنقوش التقليدي، ويحتوي كذلك على متحف للتراث العربي في أوزبكستان، ويرعى فرقة موسيقيّة للتراث الشعبي اسمها {العربيّة} “AlArabiya” folklor ansambli. كما يقوم المركز برعاية ملتقيات للنخبة الناجحة من أبناء العرب في أوزبكستان في مجالات تأليف الكتب والشعر والعلوم والتراث، بالإضافة إلى تشجيعه المستمرّ لإقامة الأعراس على التقاليد العربيّة.

    والصورة هنا هي لزفاف عربي تقليدي من أوزبكستان.

  • اللّهجة العربيّة الصينيّة، مجهولة الوجود في بلاد العرب!

    اللّهجة العربيّة الصينيّة، مجهولة الوجود في بلاد العرب!

    مذ وصل الإسلام إلى شرق الصين، ومذ بُني مسجد قوانگتشو هوايشينگ 广州怀圣寺 سنة 627 ومساجد الصين تطوّر خطّاً عربيّاً خاصّاً بها. واليوم يتداول أتباع مذهب گَديمو 格迪目 الإسلامي وأغلب الخوي (الهوي) في الصين ما يسمّى بالخطّ الصيني ويستعملنه لكتابة اللّهجة العربيّة الصينيّة، وهي ما يعتقدها أتباع مذهب گَديمو الإسلامي أنّها العربيّة الصحيحة. وأنّ العربيّة الفصحى الحالية ليست العربيّة الصحيحة.

    سمات اللّهجة العربيّة الصينيّة قريبة من سمات اللّهجة الشاميّة البدويّة، مثلاً: تستعمل مثل الشاميّة نون الجمع بدلاً عن ميم الجمع الساكنة، فتقول عليكن بدلاً عن عليكم، وتستعمل الواو بدلاً عن التنوين، والگاف بدلاً عن القاف، والهمزة بدلاً عن الـ التعريف، وتلفظ الألف مائلة نحو الياء. وتقول: قَيْبُلؤِ 蓋布勒 بدلاً عن قَبُول. وتقول: سَيْلِيمُ 赛俩目 بدلاً عن سَلَامُ.

    مسجد قوانگتشو هوايشينگ 广州怀圣寺
    مسجد قوانگتشو هوايشينگ 广州怀圣寺

    يتبع مسلمي گَديمو (قديمٌ) المدرسة الحنفيّة (ما قبل الصوفيّة) على المذهب السنّي. وفي مطلع القرن 20 ومع انفتاح مسلمي الصين على الأتراك المسلمين وَسَط آسيا، تحوّل جزء من الخوي الصينيّين إلى الحنفيّة الصوفيّة، النسخة التركيّة من الإسلام، وصاروا يُعرفون باسم چينجيا 新教 أي أتباع التعاليم الجديدة، الذين يمارسون الإسلام بعربيّة بغداد، ويتبعون مدارس بخارى وسمرقند الشرعيّة في أوزبكستان. ومع ضمّ تركستان الشرقية إلى الصين سنة 1948 صار إسلام چينجيا يقوم مقام الپروتستانتيّة في مقابل محافظة مسلمي گَديمو الصيني.

    خريطة شعب خُوِزُو وهو منتشر في كل أرجاء الصين تقريباً، و يتحدث اليوم اللغة الصينية الحديثة كلغة أولى إلى جانب تعلّم العربية الصينية في المساجد. وتعدادهم داخل الصين حوالي عشر ملايين نسمة.
    اسمهم بلغتهم المحلية شعب خُوِزُو وهو منتشر في كل أرجاء الصين تقريباً، و يتحدث اليوم اللغة الصينية الحديثة كلغة أولى إلى جانب تعلّم العربية الصينية في المساجد. وتعدادهم داخل الصين حوالي عشر ملايين نسمة.

    في القرن السابع أو الثامن تحول يهود الصين بأغلبهم إلى الإسلام وانضمّوا إلى قوميّة الخوي.

    مصحف صيني باللغة العربية في مدرسة من مدارس {چينگتانگ چياوهو} 经堂教育
    مصحف صيني باللغة العربية في مدرسة من مدارس {چينگتانگ چياوهو} 经堂教育

    اليوم ومنذ القرن 16 يتعلّم مسلمي گَديمو الإسلام محافظين على طريقة الأديرة الصينية القديمة، بتقاليد تسمّى {چينگتانگ چياوهو} 经堂教育 التي تعني حرفيّاً نظام {تعليم قاعة الكتب المقدّسة}، وهي 13 كتاب بالعربيّة والفارسيّة. ويكتبون اللّغة العربيّة بأحرف صينيّة، مع الإبقاء على العبارات العربيّة المقدّسة بالخطّ الصيني العربي، وهو الذي تراه في الصورة وفيها آية الكرسي مكتوبة بالخطّ الصيني العربي… هل تقدر على قراءتها؟

    آية الكرسي مخطوطة بالخطّ الصيني العربي
    آية الكرسي مخطوطة بالخطّ الصيني العربي

    في القرن 19 خرجت عن الگَديمو طائفة جديدة خالفتها في كلّ المظاهر. وهي طائفة إيخوْواني 伊赫瓦尼 (أي الإخوان) التي تمرّدت على ما سمّته باللاوجياو (أي العقيدة القديمة) الصينيّة. وصارت تبني المساجد على نمط شرق أوسطي بدلاً عن النمط الصيني، وتقوم بنشر الإسلام على الطريقة الأزهريّة المصرية بدلاً عن الصينيّة القديمة.

  • الطاجيك العرب

    الطاجيك العرب

    عندنا في تراث أوزبكستان تعني كلمة طاجيك حرفياً العرب. كلّ العرب. وهي مستقاة من التسمية الساسانية لبطيء وكانت طاژيگ.

    فتاة طاجيكية بملابس طاجيكية تقليدية
    فتاة طاجيكية بملابس طاجيكية تقليدية

    في القرن الثالث سنة 240 نجح أردشير الأوّل بفتح مگان لمصلحة الساسان، ومگان آنذاك هي سلطنة عُمان المعاصرة وكلّ الساحل الغربي للخليج العربي (البحرين)، وميسان جَنُوب العراق، ومحافظة هرمزگان في إيران المعاصرة. وهي جميعاً ديار لطيء آنذاك.

    تسمية طاژيگي أطلقها الساسان في الأساس على سكّان سواحل الخليج العربي من العرب، وبالأخص مگان… أي الأزد. ولمّا ثارت عُمان وقبائل العرب على الحكم الساساني في القرن الرابع نفى الشاه شاپور الثاني سكّان القسم الشرقي من عُمان (هرمزگان) إلى منطقتين هنّ مدينة عُمان نفسها، ومدينة بلخ في ولاية آريا على نهر المرغاب في أفغانستان المعاصرة، فتوسّع هؤلاء العرب منها وصارت لهم طاجيكستان الشرقيّة (آريا الشِّمالية – ما وراء النهر)، التي ترى اليوم جمهوريّة طاجيكستان على جزء منها. لكنّ السامان والصفاريّين، وللقضاء على كلّ أثر للطاهريّين العرب في تركستان، أكرهوا هؤلاء الطاجيك العرب في القرن التاسع على استبدال العربيّة بالفارسيّة، ثم قام الاتّحاد السوڤييتي بتدريسهم في المدارس أنّهم فرس في الأساس.

    شاپور الثاني لم يكتف بطرد الكثير من العرب عن سواحل الخليج العربي ودفعهم نحو القسم الغربي من شبه الجزيرة العربية. بل صعد إلى العراق، وكان آنذاك باسم أسور إستان (سوريا) فحارب قبيلة إياد المالكة للبلد. ثمّ نفى تغلب إلى جزيرة البحرين وإلى قرية حتّا في دولة الإمارات العربية المتّحدة المعاصرة. كما نفى بني عبد القيس وبني تميم إلى جِبَال ٱلْحَجَر الواقعة اليوم شرق سلطنة عُمان. كما نفى بني بكر إلى مدينة كرمان وشمال ولايتها. ونفى بني حنظلة إلى ضواحي مدينة الأهواز (الأحْوَازْ) في إيران المعاصرة. ثمّ قام شاپور الثاني بإخلاء العرب تماماً عن شريط الباطنة الساحلي في عُمان واستبدلهم بجند من عنده (1). ثمّ أخيراً أمر ببناء سور قرب الحيرة في العراق سمّاه {وَر إطاژيگانْ} أي سور العرب (2). لمنع العرب عن القيام بعمليات تستهدف العودة إلى أوطانهم وتحريرها.

    وكان العرب وبخاصّة الأزد، قد ثاروا على الحكم الساساني وقادوا حرباً عظيمة على الشاهنشاهية الساسانية وصلت فيها جيوشهم حتى مدينة شهر گور المدينة المعروفة اليوم باسم فيروزآباد داخل فارس نفسها. ولو تابعوا ووصلوا شيراز لكانت انتهت دولة الساسان من وقتها وصارت كلّها عربية (3). وكان الأزد آنذاك على حكم مگان كلّها بشطريها (عُمان + هرمزگان) بالإضافة إلى میسان جَنُوب العراق المعاصر. ثمّ ردّ شاپور الثاني بحرب أباد فيها الكثير من العرب، ووصل بحملة التدمير حتّى يثرب المدينة المنوّرة (4)، ودمّر مدن العرب، وردم مياههم، ونفى معاقل قبائلهم (5). ولقّبه العرب آنذاك {ذو الأكتاف} (6).

    بعد تلك الحرب، فرضت الحكومة الساسانيّة على سكّان أسورإستان (العراق) وشرق شبه الجزيرة العربيّة التحوّل إلى الديانة الزرادشتية (7)، وهو ما قاد سريعاً إلى ثورات تالية متكرّرة تسبّبت في القرن السادس بنفي بني تغلب سكّان أسورإستان غرباً إلى القسم الروماني من مملكة أورهي (الرها) ومن ثمّ استقرارهم في مدينة المعرّة في سوريا المعاصرة. واختتم الساسان تلك الثورات العربيّة بتنصيب ملك اللّخميين المنذر الثالث بن النعمان ملكاً على مگان (عُمان) (8).

    المراجع

    1 Daryaee, Touraj (2009b). Sasanian Persia: The Rise and Fall of an Empire. I.B.Tauris. pp. 1–240. https://go.monis.net/UVPAYa 

    2 Bosworth, C. E. (1983). “Abnāʾ”. Encyclopaedia Iranica, Vol. I, Fasc. 3. pp. 226–228. https://go.monis.net/SjjtWI 

    3 Daryaee, Touraj (July 20, 2009a). “ŠĀPUR II”. Encyclopaedia Iranica. https://go.monis.net/uN4QTV 

    4 Potts, Daniel T. (2012). “ARABIA ii. The Sasanians and Arabia”. Encyclopaedia Iranica. https://go.monis.net/nV3fov 

    5 Frye, R. N. (1983). “The Political History of Iran under the Sassanians”. In Yarshater, Ehsan (ed.). Cambridge History of Iran. Vol. 3. London: Cambridge University Press. pp. 116–181.

    6 Daryaee, Touraj (2009b). Sasanian Persia: The Rise and Fall of an Empire. I.B.Tauris. pp. 1–240. https://go.monis.net/UVPAYa 

    7 Bosworth, C.E. (1975). “Iran and the Arabs before Islam”. The Cambridge History of Iran, Volume 3 (1): The Seleucid, Parthian and Sasanian periods. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 593–613. https://go.monis.net/CBakb5 

    8 Bosworth, C.E. (1975). “Iran and the Arabs before Islam”. The Cambridge History of Iran, Volume 3 (1): The Seleucid, Parthian and Sasanian periods. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 600. https://go.monis.net/CBakb5