التصنيف: أمازيغية

  • الأمازيغية والكردية وغيرهما من الهرطقات اللاعربية: دعاوى باطلة في الأصالة والحقوق

    الأمازيغية والكردية وغيرهما من الهرطقات اللاعربية: دعاوى باطلة في الأصالة والحقوق

    تخيّل أن يصل بلادك نازحون من بلد آخر، ثمّ تستقبلهم في بلادك بكلّ عطف لاجئين إليك، ثم يزعم هؤلاء اللاجئين أنّهم أهل البلد الأصليّين! ويستولون بزعمهم على السلطة. لا بل يقولون أنك أنت المستوطن الوافد وعليك الرحيل! هذه وقاحة، أليس كذلك؟

    هذا ما فعلته الصهيونية حين جلبن أوروپيين يهود إلى فلسطين، ثم زعمت أنهم أهل البلد الأصليين، واخترعت أساطير عن تهجير لهم، ثم استولت على السلطة، ثم اتّهمت الفلسطينيين العرب أنهم وافدون وعليهم الرحيل… وبهذا برّرت استيلاء الوافدين الأوروپيين على بيوت الفلسطينيين وأراضي الفلسطينيين وحتى تراثهم اللامادي!

    وهذا ما تكرّر فعله اليوم دعايات الأمازيغية والكردية والكمتية وغيرها من الهرطقات اللاعربية.

    صاحب الدعاية الأمازيغية يفترض أن الوافد الأوروپي وغرب الأفريقي هو من شعب واحد، دمج فيه البربر الحميريين والفنيقيين، وصنع خرافة أمة باسم الأمازيغية. ثم ادعى بوقاحة أن الوافدين اللاجئين هم أصحاب الأرض الأصليين، وأنّ العرب عليهم الرحيل! وكما الصهيونية تماماً، نسج الخرافات عن وفادة العرب بهجرة ما!

    صاحب الدعاية الكردية يفعل الفعلة ذاتها في العراق وسوريا وجنوب تركيا. مع أن الجزيرة الفراتية استقبلت الأكراد نازحين من إيران وآوتهم لاجئين، لا هم أصحاب أرض ولا حتى محلّيين! وطوال قرنين افتعلوا المجازر والتنكيل وأفعال العصابات، لتهجير أهل الأرض الأصليين والاستيلاء على ممتلكاتهم، واليوم يستولون على تاريخهم، تاريخنا.

    هؤلاء لسن أقلّيات محلّية، ولا شعوب أصلية، بل وافدون ضيوف، وعليهم احترام حقوق أصحاب الأرض، فالوافدون القلّة هم الأجانب.

  • خرافة القوميّة الأمازيغية والتيفيناغ وسرقة التراث العربيّ

    خرافة القوميّة الأمازيغية والتيفيناغ وسرقة التراث العربيّ

    حين اخترع روّاد القوميّة الأمازيغيّة أسطورة قوميّتهم المفترضة، عثروا في البادية الجزائريّة والليبيّة على نقوش وكتابات بأحرف قديمة غير مألوفة، فقالوا هذه أحرفنا القديمة التي أبادها العرب! ثمّ اشتغلوا على إعادة إحياء هذه الأحرف واستنباط نظام كتابة جديد يخدم خرافات الأمازيغيّة ودعايتها.

    منحوا هذه الأبجديّة اسم {تيفيناغ} تحوير عن {تَفِناق}؛ التي أجمع العديد من علماء الألسن على أنّها صيغة جمع مؤنّثة مبربرة عن التسمية اللاتينيّة Punicus التي تعني پونيقي أي فنيقي. وهي دمج البادئة تَـ التي تشير إلى التأنيث بالصفة فِناق التي تعني فنيقي، وهي صيغة واضحة العروبة. وبهذا يكون معنى تسمية تَفِناق حرفيّاً: الأحرف الفنيقيّة.

    يمكن التأكّد من هذه النظريّة في كتاب الأميركي Thomas G. Penchoen الذي نشره عبر جامعة ڤيرجينيا سنة 1973 تحت عنوان Tamazight of the Ayt Ndhir.

    وتقرأ عنها كذلك في الصفحات 112-116 في كتاب جامعة أوكسفورد The World’s Writing Systems لسنة 1996 الذي يحتوي على مقالة Michael O’Connor : The Berber scripts، التي يشرح فيها كذلك حيرة القوميّين الأمازيغ في مطلع ظهورهم في المملكة المغربيّة قبل عقدين، بين اختيار الأبجديّة العربيّة أو اللّاتينيّة؛ لكتابة اللّغة الأمازيغيّة الجديدة، ثمّ الرسوّ على فكرة ابتكار أبجديّة جديدة مستنبطة من تلك النقوش القديمة؛ البدويّة الفنيقيّة، لصناعة وهم الأقدميّة.

    وتقرأ عنها كذلك في مقالة Salem Chaker البحثيّة ذات العنوان L’ECRITURE LIBYCO-BERBERE : Etat des lieux et perspectives من هنا

    وفي الخلاصة، هذه الأحرف وباعتراف التسمية البربريّة نفسها، هي أحرف كانت في نظرهم ومن العهد الروماني أحرف فنيقيّة تبنّاها بدو البربر وكتبوا نقوشهم بها، ثمّ انقرضت مع استبدالها أخيراً باللاتينيّة خلال العهد الروماني. وقد أخطأت حكومات البلاد المغاربيّة بالاعتراف بهذه الكتابة وبإضافتها إلى الشاخصات واللافتات الرسميّة في البلاد. وكان يمكن الاعتراف بالخرافة الأمازيغيّة استثناءً شرط كتابتها بالحرف العربي. حرف البلاد المغاربيّة الرسمي.

    بعد هذا، ادّعى القوميّون الأمازيغ أنّهم سكّان شمال أفريقيا الأصليّين الذين جاء العرب الفنيقيّون إلى بلادهم واحتلّوها، ثمّ من بعدهم اللّاتين الرومان، ثمّ من بعدهم العرب المسلمين. ثمّ، لمّا اكتشفوا أنّ خرافة نقوشهم كلّها مبنيّة على حقيقة أنّ الأحرف هذه هي في الأساس وافدة من جنوب شبه العربيّة، ولها دول وحضارات قديمة هناك، صاروا يتحدّثون عن أمازيغ اليمن وعُمان ويتفنّنون في تكبير الكذبة وتطويرها… وما هي غير كرة ثلج تتدحرج وتكبر في طريقها لهرس الجميع… وغداً يقولون أنّ العرب أساساً أمازيغ، حين تعجز سطورهم عن محو عروبة هذه البلاد: بلاد المغرب العربي.

    سكّان شمال أفريقيا الأصليّين هم العرب. كلّ حضارات بلاد المغرب العربي ومن فجر التاريخ هي حضارات عربيّة. لا يوجد أثر لحضارة محلّيّة في المنطقة لم تبنه أياد وأفكار عربيّة قديمة، والعرب المغاربة هم سكّان البلاد المغاربيّة الأصليّين. أمّا من يدّعون اليوم أنّهم أمازيغ، فهم في الواقع نسل الضيوف والوافدين الذي وطّنهم الرومان في هذه البلاد أو استحضرهم الفنيقيّون مماليك من غير بلاد. إذا كانوا من غير العرب. وهؤلاء غير البربر، الذين لم تذكرهم وثيقة رومانيّة واحدة غير أنّهم بدو الفنيقيّين الوافدين من الشرق، سراسين Saracenus أو حِميريّين Hamiorum.

    هذا يعني أنّ من يدّعون اليوم أنّهم أمازيغ هم سلالة بقايا أوروپيّين وأفارقة استوطنوا بلاد المغرب العربي خلال أكثر من 2500 سنة، ثمّ يسرقون اليوم تراث بدو الفنيقيّين أهل البلاد، ويدّعونه لأنفسهم، ثمّ يقولون أنّ كلّ أثر فنيقي في البلاد هو أثر أمازيغي، لإثبات أقدميّة تراثهم الوافد.

    وهذا يعني، أنّ من يدّعي اليوم أنّه الأصلي والأصل في البلاد، هو في الواقع وافد أجنبي، فتح له أهل البلاد العرب ديارهم يحلّ فيها أهلاً… فلا يجوز له سرقة البلاد من أهلها، والادّعاء بوقاحة أنّه أصل فيها.

    مراجع ومصادر

    1. Penchoen, Thomas G. (1973). Tamazight of the Ayt Ndhir. Charlottesville: University Press of Virginia.
    2. O’Connor, Michael. (1996). “The Berber scripts” في The World’s Writing Systems، edited by Peter T. Daniels and William Bright, 112-116. Oxford: Oxford University Press.
    3. Chaker, Salem. “L’ECRITURE LIBYCO-BERBERE: Etat des lieux et perspectives” (مقالة بحثية ذات صلة بالموضوع، يمكن البحث عنها للحصول على معلومات أكثر تفصيلاً).
    4. Brett, Michael, and Elizabeth Fentress. (1996). The Berbers. Oxford: Blackwell Publishers.
    5. Camps, Gabriel. (1996). Les Berbères: Mémoire et Identité. Paris: Errance.
    6. McDougall, James. (2006). History and the Culture of Nationalism in Algeria. Cambridge: Cambridge University Press.
    7. Brett, Michael, and Werner Forman. (1983). The Moors: Islam in the West. New York: Orbis Publishing.
    8. Julien, Charles-André. (1970). Histoire de l’Afrique du Nord: Tunisie – Algérie – Maroc. Paris: Payot.
    9. Hachid, Malika. (2000). Les premiers Berbères. Aix-en-Provence: Edisud.
    10. Abun-Nasr, Jamil M. (1987). A History of the Maghrib in the Islamic Period. Cambridge: Cambridge University Press.

    كما هي منشورة على مدوّنة البخاري