الوسم: معاداة العرب

  • الخوف من تكرار الربيع العربي: لماذا تدعم أوروبا حركات مناهضة للعرب؟

    الخوف من تكرار الربيع العربي: لماذا تدعم أوروبا حركات مناهضة للعرب؟

    ما هو سبب تحمّس القِوَى الأوروپية في العقد الأخير لزيادة دعم حركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربية؟ والخوف من الربيع العربي؟

    هناك العديد من التجارِب التي تشبه حالة العربوفوبيّين في التاريخ القريب والبعيد. تشترك هذه التجارِب مع حالة العربوفوبيّين المعاصرين في البلاد العربية في أنّها تستند إلى الخوف من الآخر، وغالباً ما تؤدّي إلى أعمال عنف أو تمييز.

    مثلاً، بعد هجمات 11 أيلول سبتمبر، شهدت الولايات المتّحدة موجة من المشاعر المعادية للعرب. إذ تمّ استهداف العرب والمسلمين في أعمال عنف، وقُدّموا بشكل سلبي في وسائل الإعلام. كذلك، بعد الربيع العربي، شهدت أوروپا موجة من المشاعر المعادية للعرب. استُهدف العرب والمسلمين في أعمال عنف، وقُدّموا بشكل سلبي في وسائل الإعلام.

    وكان هناك عدّة أسباب للمشاعر المعادية للعرب في أوروپا بعد الربيع العربي، منها مثلاً الخوف من الإسلام، إذ كان الربيع العربي مدعوماً أحياناً من قبل العديد من الجماعات الإسلامية، ممّا أدّى إلى زيادة الخوف من الإسلام في أوروپا. وقد غذّى هذا الخوف خطاب الكراهيَة ضدّ المسلمين، والذي غالباً ما كان يستهدف العرب بشكل خاص.

    كذلك، أدّى الربيع العربي إلى موجة من الهجرة\النزوح إلى أوروپا، ممّا أدى إلى زيادة الخوف من المهاجرين في أوروپا. وقد غذّى هذا الخوف خطاب الكراهيَة ضدّ المهاجرين، والذي غالباً ما كان يستهدف العرب بشكل خاص.

    فضلاً على ذلك، لعب الخطاب السياسي والدعاية دوراً مهمّاً في تأجيج المشاعر المعادية للعرب في أوروپا. فقد استخدمت بعض الأحزاب السياسية ووسائل الإعلام خطاب الكراهيَة ضدّ العرب والمسلمين، ممّا ساهم في زيادة هذه المشاعر. على سبيل المثال، استخدم حزب البديل للديمقراطية في ألمانيا خطاب الكراهيَة ضدّ العرب والمسلمين، ممّا ساهم في زيادة المشاعر المعادية للعرب في ألمانيا.

    من المهمّ أن نتذكّر أنّ المشاعر المعادية للعرب ليست شيئاً جديداً في أوروپا. فقد كانت هذه المشاعر موجودة طيلة قرون، وقد ظهرت في موجات متتالية. ومع ذلك، فإنّ الربيع العربي قد أدّى إلى زيادة هذه المشاعر، ممّا أدّى إلى تفاقم مشكلة العنصرية والتمييز في أوروپا. وإلى تحمّس القِوَى الأوروپية لزيادة دعم حركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربي، لمقاومة تكرار ظروف مشابهة لأحداث الربيع العربي.

    المشاعر المعادية للعرب ليست شيئاً جديداً في أوروپا، بل هي موجودة منذ قرون. وقد ظهرت هذه المشاعر في موجات متتالية، كلّ موجة كانت أقوى من سابقتها.

    كان الربيع العربي بمنزلة الدافع لزيادة هذه المشاعر، حيث ربطت بعض وسائل الإعلام الأوروپية والشخصيّات السياسية هذه الأحداث بالإرهاب والدين الإسلامي. وقد أدّت هذه الأفكار إلى تفاقم مشكلة العنصرية والتمييز في أوروپا، حيث تعرّض العرب لمضايقات وجرائم عنصرية في العديد من البلدان الأوروپية.

    ثمّ أنّ الربيع العربي قد أدّى إلى زيادة دعم حركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربية. إذ رأت (وروّجت) هذه الحركات أنّ الربيع العربي كان مؤامرة غربيّة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة العربية. وقد تلقّت هذه الحركات دعماً من بعض الدول الأوروپية، التي تسعى إلى مقاومة تكرار ظروف مشابهة لأحداث الربيع العربي.

    من المهمّ أن نتذكّر أن المشاعر المعادية للعرب ليست مبرَّرة، وأنّ العرب هم مواطنين مثل أي مواطن آخر، يستحقّون الاحترام والتقدير. وهو إلى ذلك من المهمّ أن نتذكّر أنّ الربيع العربي كان ثورة شعبية تهدف إلى تحقيق الديمقراطية والحرّية في المنطقة العربية.

    وعلى هذا فإنّ دعم بعض الدول الأوروپية لحركات العربفوبيا واللاعربية في البلدان العربية يرجع لعدة أسباب منها:

    • خوف هذه الدول الأوروپية من انتشار أفكار الربيع العربي والثورات الشعبية إلى بلدانها، فتسعى إلى دعم حركات مناهضة لهذه الأفكار.
    • رغبة هذه الدول الأوروپية في الحفاظ على مصالحها الاقتصادية والسياسية في المنطقة، والتي قد تتضرّر بانتشار الديمقراطية.
    • تبنّي بعض الأحزاب والشخصيّات اليمينية المتطرّفة في أوروپا خطاباً عربفوبياً ومناهضاً للإسلام، ممّا يدفع حكوماتها لدعم من يحمل نفس الأفكار.
    • التحالف الاستراتيجي بين بعض الدول الأوروپية وأنظمة عربية مستبدّة، ممّا يدفعها لدعم حركات مناهضة للتغيير الديمقراطي.
    • استغلال بعض الدول الأوروپية للمخاوف من الهجرة والإرهاب لدفع الرأي العام نحو دعم حركات مناهضة للعرب والمسلمين.

    ويأتي هذا الدعم الأوروپي لحركات العربفوبيا واللاعربية في البلاد العربية في أشكال مختلفة كالدعم المالي والسياسي والعسكري وتقديم المساعدات اللّوجستية والتدريبية. في شكل نراه واضحاً في دعم بعض المنظّمات الأوروپية لحركات قومية مبتدعة في مصر وبلاد المغرب العربي.

  • الطاجيك العرب

    الطاجيك العرب

    عندنا في تراث أوزبكستان تعني كلمة طاجيك حرفياً العرب. كلّ العرب. وهي مستقاة من التسمية الساسانية لبطيء وكانت طاژيگ.

    فتاة طاجيكية بملابس طاجيكية تقليدية
    فتاة طاجيكية بملابس طاجيكية تقليدية

    في القرن الثالث سنة 240 نجح أردشير الأوّل بفتح مگان لمصلحة الساسان، ومگان آنذاك هي سلطنة عُمان المعاصرة وكلّ الساحل الغربي للخليج العربي (البحرين)، وميسان جَنُوب العراق، ومحافظة هرمزگان في إيران المعاصرة. وهي جميعاً ديار لطيء آنذاك.

    تسمية طاژيگي أطلقها الساسان في الأساس على سكّان سواحل الخليج العربي من العرب، وبالأخص مگان… أي الأزد. ولمّا ثارت عُمان وقبائل العرب على الحكم الساساني في القرن الرابع نفى الشاه شاپور الثاني سكّان القسم الشرقي من عُمان (هرمزگان) إلى منطقتين هنّ مدينة عُمان نفسها، ومدينة بلخ في ولاية آريا على نهر المرغاب في أفغانستان المعاصرة، فتوسّع هؤلاء العرب منها وصارت لهم طاجيكستان الشرقيّة (آريا الشِّمالية – ما وراء النهر)، التي ترى اليوم جمهوريّة طاجيكستان على جزء منها. لكنّ السامان والصفاريّين، وللقضاء على كلّ أثر للطاهريّين العرب في تركستان، أكرهوا هؤلاء الطاجيك العرب في القرن التاسع على استبدال العربيّة بالفارسيّة، ثم قام الاتّحاد السوڤييتي بتدريسهم في المدارس أنّهم فرس في الأساس.

    شاپور الثاني لم يكتف بطرد الكثير من العرب عن سواحل الخليج العربي ودفعهم نحو القسم الغربي من شبه الجزيرة العربية. بل صعد إلى العراق، وكان آنذاك باسم أسور إستان (سوريا) فحارب قبيلة إياد المالكة للبلد. ثمّ نفى تغلب إلى جزيرة البحرين وإلى قرية حتّا في دولة الإمارات العربية المتّحدة المعاصرة. كما نفى بني عبد القيس وبني تميم إلى جِبَال ٱلْحَجَر الواقعة اليوم شرق سلطنة عُمان. كما نفى بني بكر إلى مدينة كرمان وشمال ولايتها. ونفى بني حنظلة إلى ضواحي مدينة الأهواز (الأحْوَازْ) في إيران المعاصرة. ثمّ قام شاپور الثاني بإخلاء العرب تماماً عن شريط الباطنة الساحلي في عُمان واستبدلهم بجند من عنده (1). ثمّ أخيراً أمر ببناء سور قرب الحيرة في العراق سمّاه {وَر إطاژيگانْ} أي سور العرب (2). لمنع العرب عن القيام بعمليات تستهدف العودة إلى أوطانهم وتحريرها.

    وكان العرب وبخاصّة الأزد، قد ثاروا على الحكم الساساني وقادوا حرباً عظيمة على الشاهنشاهية الساسانية وصلت فيها جيوشهم حتى مدينة شهر گور المدينة المعروفة اليوم باسم فيروزآباد داخل فارس نفسها. ولو تابعوا ووصلوا شيراز لكانت انتهت دولة الساسان من وقتها وصارت كلّها عربية (3). وكان الأزد آنذاك على حكم مگان كلّها بشطريها (عُمان + هرمزگان) بالإضافة إلى میسان جَنُوب العراق المعاصر. ثمّ ردّ شاپور الثاني بحرب أباد فيها الكثير من العرب، ووصل بحملة التدمير حتّى يثرب المدينة المنوّرة (4)، ودمّر مدن العرب، وردم مياههم، ونفى معاقل قبائلهم (5). ولقّبه العرب آنذاك {ذو الأكتاف} (6).

    بعد تلك الحرب، فرضت الحكومة الساسانيّة على سكّان أسورإستان (العراق) وشرق شبه الجزيرة العربيّة التحوّل إلى الديانة الزرادشتية (7)، وهو ما قاد سريعاً إلى ثورات تالية متكرّرة تسبّبت في القرن السادس بنفي بني تغلب سكّان أسورإستان غرباً إلى القسم الروماني من مملكة أورهي (الرها) ومن ثمّ استقرارهم في مدينة المعرّة في سوريا المعاصرة. واختتم الساسان تلك الثورات العربيّة بتنصيب ملك اللّخميين المنذر الثالث بن النعمان ملكاً على مگان (عُمان) (8).

    المراجع

    1 Daryaee, Touraj (2009b). Sasanian Persia: The Rise and Fall of an Empire. I.B.Tauris. pp. 1–240. https://go.monis.net/UVPAYa 

    2 Bosworth, C. E. (1983). “Abnāʾ”. Encyclopaedia Iranica, Vol. I, Fasc. 3. pp. 226–228. https://go.monis.net/SjjtWI 

    3 Daryaee, Touraj (July 20, 2009a). “ŠĀPUR II”. Encyclopaedia Iranica. https://go.monis.net/uN4QTV 

    4 Potts, Daniel T. (2012). “ARABIA ii. The Sasanians and Arabia”. Encyclopaedia Iranica. https://go.monis.net/nV3fov 

    5 Frye, R. N. (1983). “The Political History of Iran under the Sassanians”. In Yarshater, Ehsan (ed.). Cambridge History of Iran. Vol. 3. London: Cambridge University Press. pp. 116–181.

    6 Daryaee, Touraj (2009b). Sasanian Persia: The Rise and Fall of an Empire. I.B.Tauris. pp. 1–240. https://go.monis.net/UVPAYa 

    7 Bosworth, C.E. (1975). “Iran and the Arabs before Islam”. The Cambridge History of Iran, Volume 3 (1): The Seleucid, Parthian and Sasanian periods. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 593–613. https://go.monis.net/CBakb5 

    8 Bosworth, C.E. (1975). “Iran and the Arabs before Islam”. The Cambridge History of Iran, Volume 3 (1): The Seleucid, Parthian and Sasanian periods. Cambridge: Cambridge University Press. pp. 600. https://go.monis.net/CBakb5